دفاع شبوة توضح مقتل "بن صائل" على احدى نقاط مداخل عتق    الشرعية اليمنية والرباعية الدولية تعيقان تشغيل كهرباء عدن    إلى المدعو علي القفيش.. احترم سنك ولا تتحدث باسم شبوة    الهلال يسعى لخطف نجم أيندهوفن الهولندي    بعد مؤشرات تصفيته...هل قُتل عشال بالفعل؟ "الانتقالي" يواجه ضغوطاً لكشف مصيره    اعتقال والد قيادي حوثي كبير يثير توترات قبلية في عمران    مئات المرضى.. عشرات الوفيات.. انتشار واسع لوباء في مناطق سيطرة الحوثيين.    في تغريدة مثيرة.. مقرب من الحوثيين ينصح بالابتعاد عن التصعيد في اليمن    مقرب من الحوثيين يكشف 3 أسباب وراء فشل مفاوضات الأسرى في مسقط    إيقاف يسران المقطري عن العمل وتعيين بديل له في أعقاب اختطاف عشال في عدن!    فشل مشاورات مسقط: ناشط سياسي يحمل هذه الدولة مسؤولية تعطيل المفاوضات    المغرب.. مسيرة حاشدة دعما لغزة    إدانات عربية لاستهداف إسرائيل مدرسة تأوي نازحين بغزة    شيرين عبد الوهاب تنشر صورة صادمة توثق آثار اعتداء حسام حبيب عليها    المملكة العربية السعودية تمنح الجنسية لعدد من الرياضيين المتميزين..(الأسماء)    كولومبيا تقصي بنما بخماسية وتصعد الى نصف نهائي كوبا امريكا 2024    سفير الجمهورية اليمنية لدى مملكة ماليزيا يدشن اختبارات الثانوية العامة للعام الدراسي 2023/2024م    أقرت ضمنيّاً فشلها في الضغط عن الحوثيين.. الأمم المتحدة تعلن اختتام مشاورات مسقط    تراجع احتياطات النقد الاجنبي في الصين خلال يونيو الماضي    صورة.. بيدري يرد على اعتذار كروس    لأول مرة.. المرأة السعودية تشارك فى صناعة كسوة الكعبة وتغييرها    منظمات دولية تطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن موظفيها المختطفين    رسميا.. فتح تحقيق في أزمة سفر أحمد رفعت    لماذا ينصح الخبراء أن تزن نفسك مرة واحدة فقط كل أسبوع؟    بينهم فتاتين .. وفاة 7 أشخاص في ⁧‫الرياض‬⁩ بعد تناولهم مشروبات كحولية تحتوي على مواد سامة    رابطة المقاتلين المحترفين تعلن عن شراكة طويلة الأمد مع "ليورون"    - عاجل السيد يعلن قرب اعلان الحكومة خلال شهر محرم ويكشف سبب التأخير ومن التقى بهم وماهي الملفات التي وصلت له    شرطة تعز تنفذ حملة أمنية واسعة وحظراً ليلياً لحركة الدراجات النارية    طارق صالح: هذا ما تذكرناه مع بداية العام الهجري الجديد    العثور على ''بئر غاز'' خلال حفر بئر ماء في صنعاء واشتعال النيران من باطن الأرض (فيديو)    أكبر انهيار في تاريخ الريال اليمني صباح اليوم    علي بن ابي طالب يغسل ويكفن عمر بن الخطاب    هولندا تُكمل عقد نصف نهائي يورو 2024 وتُقصي تركيا في مباراة دراماتيكية!    الجنوب العربي قضية مزمنة يصعب دفنها    اتفاق غير معلن ينهي أزمة الطائرات المختطفة في صنعاء    التصفيات الاولمبية: كرواتيا واسبانيا الى النهائي    اهتمام الرئيس العليمي بالحالة الصحية للفنان عوض أحمد يلقى تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن    خبير اقتصادي يكشف ما سيحدق لسعر الصرف بعد مفاوضات مسقط    تعرف على أسماء وجنسيات علماء دين بارزين وأكاديميين بتخصصات نادرة منحتهم المملكة الجنسية السعودية    هل انتهت ازمة طيران اليمنية، ام حصل انفراج في الازمة..؟    يزعم اختفاء زوجته في السعودية أثناء عودتهما من رحلة في البحرين.. وبعدما استدعته المباحث كانت المفاجأة    ارتفاع صادرات كوريا الجنوبية من المواد الغذائية بنسبة 5.2 بالمائة    البرنامج الوطني لمكافحة التبغ يناقش طرق تفعيل وتحفيز الشباب على المشاركة في جائزة " مكين "    حريق هائل يلتهم أجزاء واسعة في ''محمية بُرع'' غربي اليمن    الهجري:زيارة قيادة الإصلاح للصين هامة ونوعية وتركزت حول حشد الدعم لمجلس القيادة والحكومة    تجاهل وتكتم حوثي.. انتشار مرض "الدفتيريا" بعدد من مديريات محافظة إب    الأحاديث النبوية لكل أهل الجهوية اليمانية وليس لليمن السياسي بمفردة    خبير الطقس السعودي ''الزعاق'': السنة الهجرية القادمة ''كبيسة'' وعدد أيامها أكثر من الأعوام الماضية    الشعيبي والارياني يزوران الفنان عوض احمد للاطمئنان على صحته    عصابة تسرق محل ذهب في الحديدة    اليمن كانت على علاقة اقتصادية مع بني إسرائيل    صنعاء .. تدشين العام الدراسي باعتقال وكيل وزارة التربية والتعليم    "كفاكم إساءة للمقام النبوي الشريف" (2)    النفط يتراجع وسط مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة    دور "محمد علي باشا" في إنقاذ اللغة العربية من الطمس على يد الخلافة العثمانية    وفاة طفل وإصابة والديه بحروق بليغة إثر حريق في مخيم للنازحين بحجة    قناة السعيدة تنسب كلمات أغنية "غلط ياناس تصحوني وانا نايم" للفنان الراحل فيصل علوي    إثر احتجاز المليشيا للطائرات.. الحكومة تعيد الحجاج العالقين إلى مكة للإقامة على نفقتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إخوان مصر.. ضربة معلم في الوقت المناسب
نشر في المصدر يوم 03 - 04 - 2012

* بسيناريوهات متشابهة ووسائل لا تختلف كثيراً عن بعضها يتعرض تيار الإخوان المسلمون في العالم لحملات استهداف متواصلة بنسب متفاوتة من دولة لأخرى.. ويشترك في حملات التآمر عليهم أو التعامل معهم كخصم دون أسباب مقنعة، أطراف دولية وإقليمية ومحلية في كل بلد أو منطقة.. القصة ذاتها تتكرر من مصر إلى فلسطين إلى اليمن.. الخ. السهام المصوبة على الإخوان لا تتوقف عن الانطلاق من أقواس سياسية ومخابراتية ودينية ومذهبية وطائفية وفكرية ومصلحية بلا عدد.. إنه استهداف شغال منذ عقود طويلة، وتقف وراءه في الأساس دوائر عالمية أدركت مبكراً خطورة انتشار تيار إسلامي (بمواصفات الإخوان المسلمين) في العالم الإسلامي وما يترتب عليه من خروج هذه المنطقة الحيوية من تحت هيمنة القوى الكبرى، لأن وجود تيار إسلامي وسطي لا يقوم على أجندة مذهبية أو طائفية أو فئوية أو عنصرية سينجح حتماً في إعادة الحضارة الإسلامية إلى المرتبة الأولى كما كانت قبل قرون. ومن الطبيعي أن تعمل دوائر صنع القرار في الدول القائدة للحضارة المادية الحالية على إجهاض المشروع الإسلامي للإخوان بمختلف الوسائل، بما فيها حتى إظهار دعمهم للوصول إلى السلطة علناً، وضرب مشروعهم بهدوء وسرية يصعب الانتباه لبعض أدواتها. وكما أثار المشروع الإسلامي الكبير مخاوف العالم الغربي المهيمن على الكرة الأرضية، فقد بث الرعب في القصور الحاكمة في الدول العربية (الملكية والجمهورية والمختلطة) فعملت بدورها أيضاً على إفشال مشروع الإخوان بكل ما لديها من إمكانيات ووسائل عنيفة وناعمة. وبالمثل كذلك استنفر ظهور الإخوان كياناتٍ مذهبية وحزبية وطائفية وعنصرية ومصلحية شعرت بالخطر على مشاريعها الصغيرة والضيقة، فساهمت بصورة أو بأخرى في الحروب الخفية (وأحياناً العلنية) على الإخوان من داخل المنطقة العربية والإسلامية.
كل ما سبق قد يبدو غير صحيح أو مبالغاً فيه عندما كان يدور الحديث عنه خلال الثلثين الأخيرين من القرن العشرين. ولكن مع بروز الصعود الديمقراطي القوي للإخوان في عدة بلدان مهمة في وقت واحد خلال السنوات العشر التي سبقت ثورات العربي العربي، وكيف تم التعامل معها عالمياً، بدأت الحملات على الإخوان تتجلى بوضوح لا يمكن إنكاره، غير أن ملامحها لم تتضح بشكل مكتمل.. مواجهة فوز الإخوان في مصر وتركيا وفلسطين والمغرب والكويت وغيرها لم تكشر عن أنيابها مثلما يحدث الآن وقد وصل المشروع الإخواني الكبير إلى مرحلة ما قبل الاكتمال، بفضل ثورات الربيع العربي.
واقع زمن الربيع العربي (أو ما مضى منه إلى الآن) يشير بجلاء إلى أن الإخوان لم يعد يفصل بينهم وبين الإمساك بزمام القيادة والسلطة في غالبية البلدان العربية إلا فارق زمني بسيط يحسب بالشهور في بعضها وبأعوام بعدد أصابع اليد في بعضها الآخر. والكارثة بالنسبة لأعدائهم وخصومهم أنهم سيصلون إلى ذلك عبر جسر الديمقراطية الذي لن يستطيع طرف التشكيك في أفضلية شرعيته لبلوغ الحكم.
تزوير الانتخابات وتفصيلها على مقاسات الأحزاب الحاكمة كان الحائل الرئيسي بين الإخوان في عدة بلدان وبين تولي الحكم بإرادة شعبية حقيقية، وعندما زال الحائل بسقوط النظام الفاسد كتونس، الموصوفة قبل الثورة بحصن العلمانية العربية، عبّر الشعب التونسي المسلم عن إرادته الحرة بانتخاب الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان وتسليمهم السلطة.
الدرس التونسي كان كافياً لإعلان حالة الطوارئ في الغرب والشرق لمنع سيطرة الإخوان على الحكم، ديمقراطياً، في بلدان أخرى، وخصوصاً مصر باعتبارها المركز الرئيسي للإخوان، بالطريقة التونسية نفسها، لأنه إذا حدث فمعناه أن مصر بأهميتها وثقلها في طريقها للتحرر من الهيمنة الأجنبية، وتتجه أيضاً لريادة نهضة عربية إسلامية ستنقل العرب والمسلمين إلى واقع عصري متطور بنكهة إسلامية رفيعة الأخلاق والسمو ستعيد للحضارة الإسلامية تفوقها كما كانت في عصورها الذهبية.
ولهذا التركيز قائمٌ حالياً على إخوان مصر لتحجيم طموحاتهم المشروعة وإجبارهم على القبول بجزء من السلطة وليس كل ما يستحقونه ديمقراطياً.
إخوان مصر وقعوا ضحية لعبة خطيرة (داخلية وخارجية) في الشهور الماضية، لم يتوقعوا بسببها أن الأمر قد يجعلهم يواجهون فيتو دولي وداخلي لعرقلة تمكينهم من الحكم (ديمقراطياً)، بمستوى ربما يقارب ما واجهه إخوان فلسطين عام 2006، وما زالوا يعانون منه إلى اليوم. وحينما أدرك إخوان مصر أن لا خيار أفضل من تمسكهم بحقهم المشروع، مهما كانت نتائج التمسك به، أعلنوا عن مرشح للرئاسة رغم ما سيترتب على قرار كهذا من نتائج سيئة أيضاً، وبالمفاضلة بين تقديم تنازلات الأرجح أنها أكبر بكثير مما يمكن القبول به، وبين خوض مواجهات وصراعات مع أطراف عديدة لا يمكن تقدير تكاليفها ونتائجها بدقة، فالأصوب غالباً هو الخيار الثاني، وهو ما أعلنه الإخوان مساء السبت الماضي.
الإخوان وفّقوا، وفق تقدير كثيرين من مؤيدهم وأنا منهم، في خطوة إعلان مرشح رئاسي لهم، وإن تراجعوا عنها مستقبلاً. كان لا بد من إبداء الثقة في أنفسهم وناخبيهم، وأحقيتهم كقوة أولى على الساحة المصرية في تنفيذ مشروعهم الذي انتخبهم الشعب لتحقيقه، أكان بتشكيل حكومة ائتلافية تتيح لهم امتلاك وسائل تنفيذية لإدارة جزء مهم من السلطة، أو بتولي منصب تنفيذي آخر مهم –حسب الدستور الحالي- ممثلاً برئاسة الدولة.. أما أن يحرموا من الرئاسة والحكومة معاً ويرفعون الراية البيضاء بالتنازل عنها، فهذا ما لم يكن بالإمكان تفهمه أو إيجاد مبرر منطقي له، بل سيكون أقرب إلى خيانة للشعب المصري الذي يتوق لحكم رشيد منذ قرون أو عقود طويلة، وخيانة للشعوب العربية التي ترى في إخوان مصر بوصلة نجاح أو فشل للمشروع الإسلامي الكبير المرتقب في غضون بضعة أعوام.

المصدر أونلاين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.