قالت شبكة شام السورية اليوم الثلاثاء إن اشتباكات عنيفة دارت فجر اليوم بين الجيشين الحر والنظامي في حي بني زيد في حلب، عقب محاولة الجيش النظامي اقتحام المنطقة، بينما يتواصل القصف على دمشق مما أدى إلى سقوط قتلى. وبيّن المصدر نفسه أن هذه الاشتباكات تدور في جهة دوار الليرمون، مشيرة إلى أن قوات النظام تحاول اقتحام المنطقة وسط قصف مدفعي يستهدف حي بني زيد وحي الأشرفية بحلب. وتأتي هذه التطورات عقب مقتل ثلاثين جنديا من قوات النظام بأيدي الجيش الحر في حلب القديمة أثناء محاولتهم اقتحام الجامع الأموي الكبير حيث دارت بين الطرفين معارك عنيفة داخل المسجد، وفق ما ذكره مراسل قناة الجزيرة. في الأثناء تدور اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في بلدة تل عران في السفيرة بريف حلب الجنوبي، وفقا لما أعلنه اتحاد تنسيقيات الثورة. وكان طيران النظام قد شن غارات جوية عدة على بلدة تل عرن حيث بث التلفزيون الرسمي صورا لوفد أمني وعسكري وهو يزور مدينة السفيرة في ريف حلب بعد سيطرة قوات النظام عليها. إلى ذلك قالت شبكة شام إنه تم رصد إطلاق صاروخ سكود من اللواء 155 في منطقة جبال القلمون بريف دمشق باتجاه الشمالي السوري ، مشيرة إلى أن هذا الصاروخ يعد الثاني الذي تم إطلاقه في الساعات الأولى من صباح اليوم. كما استهدفت قوات النظام بنيران رشاشات "دوشكا" شارع اليرموك الرئيسي بمخيم اليرموك. وتعقب هذه التطورات سيطرة كتائب المعارضة المسلحة على موقع "تل حربون" العسكري، إضافة إلى موقع آخر لسرية مضادة للدبابات تابعة لقوات النظام في جبل الشيخ غربي دمشق. يُشار إلى أن موقع تل حربون يستمد أهميته من وجوده على ارتفاع 1700 متر فوق سطح البحر، في منطقة تطل على أغلب القرى حول دمشق. وكان الجيش النظامي نصَب راجماتِ صواريخَ لقصف القرى المحيطة بالمنطقة. وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بوقوع صاروخي "أرض أرض" على منازل المدنيين في بلدة سبينة بريف دمشق، وسط اشتباكات بين الجيش الحر ومليشيات حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس. وفي محافظة اللاذقية ذكرت مصادر محلية أنَّ قوات النظام السورى قامت اليوم، بقصف القرى التركمانية بمنطقة "باير بوجاق"، بواسطة الصواريخ وقذائف الهاون. وأسفر القصف عن مقتل شخص واحد وجرح خمسة آخرين، تم نقل ثلاثة منهم إلى مستشفى ميدانى، وصفت حالة اثنين منهم ب"الخطيرة"، كما تم نقل اثنين من الجرحى إلى "مستشفى يايلاداغى" فى ولاية هاطاى جنوبتركيا. ووصل دوى الانفجارات جراء القصف إلى القرى التركية الحدودية فى ولاية هاطاى. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، مقتل عشرة أشخاص في محافظات مختلفة، وأوضحت في تقريرها الأولي أن القتلى سقطوا في حلب، ودمشق وريفها وحمص. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن حصيلة قتلى أمس بلغت 62 شخصا معظمهم في دمشق وريفها وحمص. إلى ذلك أفادت تقارير صحافية بأن نظام الأسد بمساعدة لواء "أبو الفضل العباس" وميليشيا "حزب الله" اللبناني يحشد حشوده منذ ساعات الفجر استعدادًا لهجوم شامل على بلدتي "الحجيرة" و"السبينة" في دمشقالجنوبية، للتقدم والحسم في مخيم اليرموك، والحجر الأسود. وحذَّر ناشطون من أن المنطقة الجنوبية – والتي تضم "الذيابية، والبويضة، والحجر الأسود، ويلدا، وسبينة، وغزال حجيرة، والسيدة زينب، ومخيم اليرموك، والتضامن، وبيت سحم، وببيلا" – باتت قاب قوسين من عملية تشبه الإبادة الجماعية، بعد أن عزز "حزب الله" قواته بإرسال المزيد من عناصره ، وفقًا لما نشرته "العربية نت". من جانبه، قال هشام الجولاني من داخل دمشقالجنوبية: إن تلك المناطق تركت لمصيرها، والحجيرة الآن تحاول صد الموت أو تأخيره، ويضيف أن عناصر لواء "أبو الفضل العباس"، وميليشيا "حزب الله" بعماماتهم السوداء يتجهزون لاقتحام "الحجيرة" و"السبينة"، ما يفتح الباب على احتلال باقي المناطق بشكل كامل. وتعيش مناطق دمشقالجنوبية حصارًا شديد القسوة جعل من الموت جوعًا خبرًا يوميًّا يخرج من هناك، وإن كان بعض السكان حاولوا الهروب منها فإن هروبهم لا يعدو تأجيلًا للموت؛ لأنهم ينتقلون من منطقة إلى أخرى ضمن ما يسمى "دمشقالجنوبية".