قلب صغير مكتوب عليه "أحبك يا أمي".. كان هدية رانيا الأولى والأخيرة الذي استعدت لتقدميها لأمها قبل أن تفارق الحياة بأسبوع واحد فقط يفصل عن موعد عيد الأم. رانيا بنت الخمس سنوات هي وحيدة أمها "حنان" بعد انتظار دام سبع سنوات قبل نحو أسبوعين طلبت المعلمة من تلميذاتها بالصف الأول الابتدائي أن يجهزن هدايا لأمهاتهن استعداداً للاحتفال بعيد الأم، فسارعت رانيا لشراء هدية صغيرة من مكتبة بجوار المدرسة لكي تقدمها إلى أمها مثلها مثل بقية زميلاتها. ولكن مرض السرطان وقف حائلاً بين رانيا واحتفالها بعيد الأم، فموعد رانيا مع الموت سبق موعد تقديم الهدية، فرحلت رانيا ولم تقدم هديتها بعد. وبكلمات ممزوجة بدموع أم مكلومة على فراق فلذة كبدها الوحيدة، قالت أم رانيا: "اتفقت رانيا مع والدها على إخفاء هديتها عني حتى تفاجئني بها في يوم عيد الأم.. لكن لم نكن نعلم أن هدية رانيا ستكون الأخيرة". هدية رانيا وصورتها وبقايا ملابسها هي الذكرى الوحيدة التي لا ولن تفارق رمقات عيون حنان التي تقول إنها مؤمنة بقدرها، فذكريات رانيا المبعثرة في زوايا البيت يشعرها بحلاوة عيد الأم ليس في يوم واحد وحسب بل في كل لحظات الأيام.. لحظات مؤلمة لمن عرف معنى الحرمان من عاطفة الأمومة. وتظل الأمومة أعظم وأجلّ وظيفة على الإطلاق، علاوة على كونها أكبر تحدياً في العالم