يبدو أن هموم وقضايا المرضى مع أغلب الأطباء ومعظمهم من حملة البكالوريوس ستظل قائمة حتى قيام الساعة إن لم يأت الفرج من الله بصحوة الضمير وسن قوانين وأنظمة تحمي البعض من جور البعض مع تحديد آلية لتفعيلها. نطرح هذه القضية في هذا الشهر الفضيل لعل الله يهدي بعض أطبائنا الذين أثقلوا كاهل المترددين عليهم من المرضى بروشتات العلاجات التي في معظمها ثبت أنها لا تجدي نفعاً ولا تداوي معتلاً.. وبدليل واحد أنك إذا انتقلت من طبيب إلى آخر فستجده يلغي وصفة العلاج السابقة ويحرر أخرى وهكذا.. نطلب الهداية لبعض أطبائنا لأن واقع الحال يفرض ذلك، إذ لا جهات ولا أجهزة تعني بهذه المشاكل أو حتى تطالب بوضع حد لها. صدقوني أنني زرت إحدى العيادات فوجدت في مدخلها رجلاً وإلى جانبه مريضه وهو في حيرة من واقعه وعندما حاولت معرفة أسباب تلك الحيرة بداعي فضول المهنة.. فإذا به يشكو بمرارة وعرض علي أنواعاً وأصنافاً من الأدوية وإلى جانبها عدد من الروشتات.. ويشكو حال مريضه وشحة دخله وارتفاع قيمة الأدوية ورسوم المعاينة والمختبرات وعدم تقدير بعض أطبائنا يشكوهم جميعاً إلى الله ويطلب منه الرحمة والفرج من جور ما وصل إليه. إن الرحمة لم يعد لها وجود في قاموس بعض الأطباء كما أن الأمانة لم تعد في موضعها لدى البعض إن لم يكن معظم أصحاب الصيدليات بدليل ما تكتظ به رفوف مخازنهم من الأدوية المهربة والمغشوشة والمقلدة.. إلى جانب محاولة بعض أصحاب تلك الصيدليات أو مخازن الأدوية باستبدال الوصفات العلاجية أو أنواع منها بأخرى مع محاولات تضليل المساكين بأنها مشابهة إن لم تكن مطابقة وفي مستوى النوعية التي وردت في الروشتة.. كما أن بعض أصحاب الصيدليات أو مخازن الدواء على وفاق أو اتفاق مع بعض الأطباء أو العاملين في بعض العيادات على تحديد محلاتهم لشراء الأدوية.. وكل بحسابه. أيضاً صدقوني كذلك بأن بعض أطبائنا العاملين في المستشفيات العامة يسعون لجر الحالات المرضية التي تتوافد إلى تلك المستشفيات أن يذهبوا إلى عياداتهم كونهم سيعتنون بهم وسيجدون الرعاية والاهتمام اللذين يفتقدوه في المستشفى والوظيفة والراتب من الدولة لم يعط بمقابله أي شيء.. هذه الهموم أردنا طرحها وأعتقد جازماً أن الكثير يعرفها أو يسمع عنها والهدف من طرحها هو لفت انتباه كل من يهمهم ذلك أو يحرص على التحقيق من وطأة المعاناة التي تلحق أضرارها البالغة بالمرضى أو من يعولهم وبالذات من ذوي الاحتياج وبالذات الحالات المرضية التي تستنزف الأموال الباهظة.. وتقود عدم القادرين على الاستسلام لتبعات وتداعيات ذلك المرض ولو كان الموت. إننا ونحن نعيش شهر الصيام شهر الرحمة والتكافل والعطف على ذوي الحاجة ندعو الإخوة العاملين في الحقل الصحي سواء الرسمي أو الخاص أو أصحاب مخازن الأدوية والشركات والمؤسسات الموردة أو الوكلاء أن يتقوا الله في حاجة الناس للخدمات الطبية والدوائية وان يراقبوا ضمائرهم في كل شيء، كون المتاجرة بالدواء وبتشخيص حالات المرض فعلاً يحاسب الله مرتكبه عليه دنيا وآخرة. والله من وراء القصد. رابط المقال على الفيس بوك