يجب أن نحتفل .. أن نتفاءل .. أن نتجه الى ما هو قادم بقلوب مفتوحة ، وعقول مستوعبة لواجبات الحاضر وطموحات المستقبل .. احتفالاتنا تتجاوز رغبات التقييم المجرد لاستنتاج المسافات الفارقه بين الانجاز أو الاخفاق في مسيرة الوحدة بين عام وآخر .. ذلك أن الوحدة بحد ذاتها فعل عظيم ، تاريخ لا يتكرر .. ولا تتضاءل قيمته مهما حاول البعض تشويهه أو بالاَّصح إلصاق التشوهات الموجودة في الشخوص أو الواقع لتحميلها الوحدة .. فذلك نكران وجحود لا يختلف عن ذلك الجحود والنكران الذي يمارسه البعض لإلصاق التشوهات الناتجة عن التطبيقات الخاطئة لتعاليم الدين بالدين نفسه .. يومان فقط تفصلنا عن يوم الاحتفال بالعيد الوطني ال 23 الذي يشكل احتفالا بميلاد اليمن الجديد ، با نتهاء عهود التشطير ، وتدشين مرحلة جديدة طالما حلم بها كل يمني منذ قيام ثورتي 14 اكتوبر ، 26 سبتمبر مطلع الستينيات .. يجب أن نحتفل بالعيد ال23 لإعادة تحقيق وحدة الوطن واعلان قيام الجمهورية اليمنية الموحدة في ال22 من مايو 1990 ..أن نبتهج وأن نفرح مهما كانت المنغصات ، والاختلالات ، والتقطعات .. يجب أن تظل شعلة الوحدة متقدة ، وعلم الجمهورية اليمنية عاليا مرفرفا في سماء الوطن اليمني الكبير .. مهما كانت الظروف ، والدموع ، والاحزان فإن المستقبل المشرق آت آت .. وكلما تفاءلنا كنا من ذلك المستقبل أقرب . ان الواقعية السياسية التي يعيشها شعبنا اليوم عبر بوابة مؤتمر الحوار الوطني ، تجعل من الاحتفالات لهذا العام احتفالات مميزة تمتزج فيها الوحدة بالحوار الذي يجمع كل التيارات الوطنية ، سياسية ، حزبية ، نقابية ، شبابية ، نسائية على طاولة الاحترام للرأي والرأي الآخر في سماء مفتوح دون سقف ، دون وصاية من أحد .. لكنها تستمد من ضمير كل مشارك فيها صوابية الرؤية وسلامة الهدف .. هكذا تتجدد فلسفتنا للاحتفالات بأعيادنا الوطنية .. وهذا الجديد الذي يميز طابع احتفالاتنا منذ التفاعلات التي مر بها الوطن على مدى العامين الماضيين ، بل إن تلك التفاعلات على أهميتها ظلت محكومة بالالتزام السياسي لكل اليمنيين بالحفاظ على وحدة الوطن اليمني التي ستظل انجازا نعتز به ونفتخر ، ولن يقلل من تقديرنا لها حالة التدهور الاقتصادي ، والانفلات الامني ، وعمليات التخريب والارهاب التي تتعرض لها خدمات الكهرباء ، والمياه ، والهاتف ، والانترنت ، والسقوط المتكرر للطائرات العسكرية .. نحتفل رغم كل شيء .. لأننا لابد أن نحتفل ، ومع هذا التدهور وهذه الاختلالات لابد أن ننتزع فرحتنا بعيدنا الوطني ، وأن نواصل اصرارنا على بناء دولة اتحادية على قاعدة الاندماج الوطني لكل أنحاء اليمن وفق نظام سياسي ، اداري لامركزي فاعل ومتكامل ،قائم على النزاهة والشفافية ، سيادة القانون ، يوفر تكافؤ الفرص ، والمواطنة المتساوية لكل فئات الشعب ، وفق دستور يقدس الحريات العامة ، والخاصة .. ولن ننسى أبدا أن نحيي شهداءنا الابرار .. وأبناء شعبنا الاخيار الذين سيظلون أبد الدهر منبع الوفاء بالوعد .. عاقدين العزم بإرادة لا تلين ، لتظل راية الجمهورية اليمنية مرفرفة في كل أنحاء اليمن .. عاشت اليمن حرة موحدة .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك