عندما نتكلم عن المسئول الناجح نعني بذلك المسئول الذي ينهج نهج الوسطية في تعامله بين الإفراط والتفريط والشدة والتساهل فالامور التي تحتاج إلى شدة يجب أن يكون المسئول فيه شديداً و كذ القضايا التي تحتاج إلى اللين يجب أن يكون لين فيه ولهذا فنحن بحاجة إلى الإداري الناجح الذي يقدر الواقع ويدرك المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك التعامل ولعلنا نقف مع أبرز الصفات التي يجب أن يتمتع بها الإداري الناجح والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية لبناء أي مؤسسة وتحقيق أهدافها، ونشر الانسجام في جنباتها ومن أبرز الصفات: أن يتحلي بالتربية الصالحة تجاه العمل وأن يربي العاملين على ذلك وأن يكون المسئول قدوة صالحة للعاملين معه في كل ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه، فإن من أعظم ما يفسد العمل الإداري أن يكون المسئول قوالاً خطيباً أمام العاملين، فإن جاء وقت التطبيق لم يلمسوا من ذلك شيئاً حيث يستبدل الكلمة الطيبة بالخبيثة والابتسامة الهادئة بالانقباض الدائم، وغير ذلك ما يحصل من ظلم وجور في التعامل والذي يعرض صاحبه لمقت الله وغضبه سواء في الدنيا والآخرة. أن يكون المسئول بعيداً عن الاعتداء في العقوبة والتعسف في استخدام الحق الممنوح له، فلا تحمله سلطته القانونية وصلاحيته المخولة إليه على التجاوز في مضاعفة العقوبة انتصاراً لنفسه وهواه وإشعار الآخرين بأنه صاحب قرار وسلطة تنفيذية، ولسان الحال أن هذا جزاء ومصير كل من يرتكب مخالفة أو يصدر منه أمر من الأمور وإن لم تكن المخالفة تستحق ذلك. بحيث يصبح هذا التصرف الصادر من المسئول ظلماً لا يقره شرع ولا قانون وهنا مخالفة لقوله تعالى: “ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”. فيجب على المسئول عند ارتكاب الموظف لمخالفة أو خروجه عن الصواب ألا يحمله ذلك على التعسف بالموظف، بل يكون مترفعاً عن هذه الأساليب مراعياً كل الأساليب الأخلاقية والإنسانية وأن يكون حكيماً حليماً في تصرفه تجاه ذلك العامل مستشعراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي الأشج بن قيس عندما قال له “إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناءة” وقال صلى الله عليه وسلم “ما كان اللين في شيء إلا زانه وما نزع منه إلا شانه” ومن منا لا يحب أن يكون فيه هذه الصفات التي تسبب محبة الله ورسوله له ومع هذا فقد حرمنا عمالاً ومسئولين من هذه الصفات الحميدة. إن المقصود من وراء ذلك تربية روح الجندية في الأفراد العامة وتحسيسهم بأهمية المسئولية التي يحملونها، حتى يحسنوا حملها وأداءها على أحسن الوجوه فليس المراد إنشاء جو من التوتر المحموم والعبوس المقطب من قبل المسئولين، وهذا لا يثمر في النهاية إلا نفوساً متمردة تحمل الحقد والحسد والكراهية لهذه المؤسسات والقائمين عليها مع الزهد وعدم الإخلاص في العمل وانعدام المصداقية فيه، والسبب في ذلك تعامل المسئولين الذي ولد ردود فعل سيئة من العاملين. *رئيس نقابة الصناعة والتجارة