إن الرغبة المطلقة في تعميم الخير للناس كافة تظهر من خلال الأقوال والأعمال التي تجلب الخير وتدرأ الشر، وقد لاحظت أن بعض القوى السياسية لم تمارس واجب الفعل الخيري إلا لجلب الشر، بمعنى أن تقديم المنافع مشروط بجلب الشر، وذلك عمل غير إنساني ولا يمت بصلة للدين، ويرفضه الإنسان المؤمن بالله رب العالمين. إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وهذه قاعدة عامة في النظام السياسي في الإسلام، كما أن الغاية تبرر الوسيلة قاعدة عدوانية يرفضها الإسلام عقيدة وشريعة، ولا يتمسك بها إلا من يخادع الناس ويسخر الدين لخدمة أغراضه وأهوائه ونزواته الذاتية التي لا علاقة لها بصلاح الإنسانية على الإطلاق. إن الحياة السياسية المعاصرة ينبغي أن تنطلق في المجتمع المسلم من الإسلام عقيدة وشريعة لنقدم للعالم الآخر النموذج الأمثل للإسلام وأي سلوك يعتمد على الغاية تبرر الوسيلة أسلوب همجي لا صلة للإسلام والأخلاق الحميدة به على الإطلاق، وقد بات من الواجب التحذير من أي فعل لا يمت بصلة لديننا وتاريخنا الحافل بقيم النبل والوفاء. إن الكثير من المشاهد اليومية على مستوى الفرد والجماعة تعطي انطباعاً غير سليم من الأصول الفكرية التي ينطلق منها البعض في أفعاله التي تختلف عن أقواله السابقة لتلك الأفعال الأمر الذي يتطلب وقفة جادة من أجل حماية القيم الدينية التي تربي المسلم على الخلق الحميد وتحقق كرامة الإنسان وتصون ماله وعرضه ودمه. إن الظواهر المسيئة للإسلام عقيدة وشريعة والإرث الحضاري والإنساني لليمن باتت اليوم في محك الخطر الداهم جزءاً كفترة الأهواء العدوانية التي استهدفت الإنسان واستهانت بآدميته تحت شعارات أساءت إلى الإسلام، ولذلك نكرر القول: بأن الإسلام بريء من أي قول أو فعل لا يحقق الخير العام للناس كافة وبات من الواجب بذل الجهود ومن أجل التوعية بالإسلام عقيدة وشريعة حماية للدين والوطن بإذن الله.