لقد درسنا وتعلمنا في المناهج الدراسية والتعليمية خصوصاً في مرحلة النمو (مرحلة التعليم الأساسي) أن (حب الوطن من الإيمان) وخُصص كتاب خاص يُسمى (التربية الوطنية) ضمن مادة (الاجتماعيات) إلى جانب كتاب التاريخ الذي يهتم بالتاريخ اليمني منذ الأزل وكتاب (الجغرافيا) الذي يحتوي على التعاريف الخاصة باليمن والوطن العربي والعالم الاسلامي، ورغم المسافات الفاصلة بين تلك المرحلة وحاضرنا اليوم الا أن تلك المبادىء التي غرست في نفوسنا والتي تمثلت بحب الوطن ومبادىء وأهداف الثورة اليمنية المباركة (26سبتمبر 1962م) والتي جاءت ثورة (الرابع عشر من أكتوبر 1963م) امتداداً لها وتوجت بيوم الاستقلال (الثلاثين من نوفمبر 1967م) مع رحيل آخر جندي بريطاني محتل لجنوب الوطن، وتعلمنا النشيد الوطني للجمهورية اليمنية الذي يُردد في المدارس كل صباح قبل دخول الطلاب إلى فصولهم الدراسية وعند سماعي للنشيد الوطني أقف إجلالاً واحتراماً وتقديراً لنشيد وطني الغالي لكن وللأسف نجد اليوم من يسمون أنفسهم قادة الأحزاب الوطنية هم أساساً قادة لنشر المبادىء الهدامة التي تدعو إلى تدمير الوطن عن بكرة أبيه من أجل تحقيق أهدافهم بالوصول إلى السلطة ولو على حساب دماء أبناء الوطن. والحسرة والألم أن ذلك يتم بأموال الشعب بمرتبات تدفع من الدولة لهؤلاء المارقين الذي يدمرون الوطن بأسلحة الوطن التي يفترض أن توجه إلى العدو وليس إلى أبناء الشعب ويدمرون الوطن من خلال الخطب والفتاوى متناسين ما تعلموه من كتاب الله وسنة رسوله وأصول الشريعة الإسلامية من خلال المناهج الدراسية من مبادىء سامية بأن (حب الوطن من الإيمان) وما تعلموه بأن طاعة ولي الأمر واجبة وإن كان ظالماً ما لم يجاهر بكفر بواح.. فما بالكم بولي أمر مسلم ملتزم بما جاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والواجب على الدولة أن تقوم بقطع مرتبات من تبقى من المنشقين في الفرقة الأولى وعلى رأسهم المنشق علي محسن الأحمر وتسخر المليارات المرصودة في الموازنة والتي تصرف للفرقة لصالح دعم الاحتياجات المرتبطة بحياة ومعيشة المواطن الذي لا ناقة له ولا جمل فيما يحدث، ولا خوف على هؤلاء المنشقين فهناك مراهق السياسة والسلطة حميد الأحمر كفيل بأن يدفع لهم المرتبات والمكافآت من أموال الشعب التي جناها من تهربه من دفع الضرائب للخزينة العامة للدولة وها هو الآن يحارب الشعب بأموال الشعب. أقول لقادة الانقلاب الذين يلهثون وراء السلطة: لا عيب إن تعلمتم الوطنية وحب الوطن فالعلم من المهد إلى اللحد.. وهناك من سيعلمكم الوطنية وحب الوطن وهؤلاء ليسوا من اليمن ولكن من دول عربية شقيقة ودول أخرى إسلامية صديقة والذين أثبتوا وطنيتهم وعروبيتهم لليمن أكثر منكم لأن اليمن كما يعرف الجميع أصل العرب، ويمكن أن تتعلموا منهم دروساً في الوطنية وقد أثبتوا لنا ذلك هؤلاء الكتاب الأوفياء للأمتين العربية والإسلامية، تعلموا الوطنية من الأستاذ القدير/ أحمد عبدالعزيز الجار الله من دولة الكويت الشقيقة الذي قال: “ بات على أحزاب المشترك أن تدرك مدى الاذى الذي تسببت به للشعب والدولة, وأن تتفهم سبب حرص القيادة السياسية على الانتقال السلمي للسلطة, وتستوعب حرص دول مجلس التعاون على عدم السماح بجعل اليمن مصدر إرهاب أو تفتيته إلى شيع وقوى متناحرة وتحويله إلى بؤرة للفتن ومنفذ للتدخلات الخارجية, فهي إذا أدركت كل هذه المخاطر تستطيع فعلاً التكفير عن خطاياها السابقة عبر السير بالحل السلمي والحفاظ على وحدة الدولة والمؤسسات الدستورية”، وقال: “إن المعارضة اليمنية أوقعت نفسها في فخ دفع بلادها الى الفوضى لعدم قدرتها على تحقيق ما نادت به بشأن اسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح, وأثبتت بتفويتها فرص الحل العديدة التي أتيحت لها في الاشهر الثمانية الماضية أنها لا تملك غالبية شعبية تؤهلها لإدارة الدولة, بل إن الأحداث عرت أحزاب اللقاء المشترك, وتبين أنها أشبه بظاهرة صوتية تستخدم الشارع لعرقلة عمل الدولة, على أمل أن تصل عبر ذلك الى فرض نفسها كلاعب أول في المعادلة السياسية في البلاد”. وتعلموا الوطنية وحب الوطن من الدكتورة/ حميدة نعناع التي تساوي الآلاف من هؤلاء الذين يتشدقون بالوطنية قولاً ويهتكونها فعلاً، ومن السيدة (فرزانة) من دولة باكستان الإسلامية التي أثبتت حبها لليمن أكثر من دعاة الفتنة والانقلاب، ومن (بهاء شحاتة) فني الأشعة الأردني الذي فضح أعمالهم الرخيصة وحاولوا اغتياله لصدقه ورفضه الانجرار وراء أكاذيبهم وأعمالهم الخبيثة ومن الناشطة السياسية التونسية الدكتورة/عائدة بن عمر التي قالت: “إن ما يحدث في اليمن ليس ثورة شعبية وإنما مؤامرة تنفذها قوى انتهازية وعصابات مافيا ركبت موجة الاحتجاجات الشعبية لتنفيذ أجندة خارجية وأن من يدير ويقود ويدعم الاعتصامات في اليمن كانوا جزءاً من النظام ووجدوا في الاحتجاجات ملاذاً خصباً لتنفيذ حركتهم الانقلابية ويستخدمون الشباب دروعاً بشرية لتعطيل أعمال الدولة”. فماذا تقولون عن حب هؤلاء لليمن وخوفهم عليها ربما أكثر من بعض أبنائها هل هم ممن يدفع لهم مبلغ من المال من أجل الصلاة في ميدان السبعين؟.. ادعو الله لكم بالهداية والعودة إلى جادة الحق والصواب، وأتمنى أن يكون ما قالوه دروساً مستفادة لكم في الوطنية.. وفق الله الجميع لما فيه خدمة وطننا الحبيب.. [email protected]