تعود الناس أن يسمعوا عن سجون الحوثيين، أو ما تسمى سجون المجاهدين، في بعض مناطق صعدة التي يسيطرون عليها وكذلك عمليات الاختطافات والاعتقالات.. ولكن ما حدث لأحد سكان منطقة الروضة في صنعاء الأسبوع الماضي على أيدي الحوثيين في ذات المنطقة، كشف عن وجود سجن للحوثيين في الروضة وقيامهم بعمليات اختطاف واعتقال مثلما يفعلون في صعدة.. هيثم يكشف التغول الحوثي الشاب هيثم عبدالله صالح حميد وقع في مشكلة مع الحوثيين بمنطقة الروضة، فوجد نفسه معتقلا في خيمة بذات الحارة التي يسكن فيها، تسمى سجن المجاهدين وعليها حراس مسلحين.. وقال هيثم أن الناس كانوا يتحدثون عن هذه الخيمة التي عليها صور حسين الحوثي، على أنها مجرد مكان يجتمع فيه بعض شباب الحوثيين الطائشين ولم يكن أحد يتوقع أن تتحول إلى سجن يوضع فيه كل من يختلف مع الحوثيين. وأضاف أن أحد الأشخاص المعروفين في الحارة كان ينتظره بجوار المدرسة الأحد قبل الماضي، وعندما رآه ناداه ليصعد معه فوق الدراجة النارية ليوصله إلى البيت، فإذا به يوصله إلى تلك الخيمة، وبمجرد وصوله إلى جوارها تلقفه اثنان مسلحان وأدخلاه إليها بالقوة، حتى يأتي والده أو أحد أقاربه لتسليم مبلغ كانوا يطالبونه به.. وعندما اتصلوا بوالده وعلم بالموضوع، وذهب لإبلاغ الجهات الأمنية أفرجوا عنه، وبمجرد خروجه من الخيمة تلقفه أشخاص لا يعرفهم ويلبسون الزي العسكري، لينقلوه فوق سيارة إلى قسم على أنه متهم بالمتاجرة بالسلاح.. وعندما كادت القضية أن تكبر أكثر تم الإفراج عنه من القسم. الغموض في قسم الشرطة ذهبنا إلى قسم شرطة 30 نوفمبر الذي احتجز فيه هيثم، وتم التحقيق فيه معه حول مشكلته مع الحوثيين، وقد أثار استغرابنا رفض مدير القسم الإدلاء بأي تصريح، أو إخبارنا عن أي شيء حدث لهيثم، وهل هو جاني أم ضحية.. وأحالنا مدير القسم إلى بحث الأمانة وقال إن الموضوع قد انتقل إلى هناك. وأثناء خروجنا من القسم لحقنا أحد الجنود وأخبرنا أن الحوثيين أصبحوا يسيطرون على بعض مناطق الروضة سيطرة كاملة، وبدعم مباشر من مسئولين نافذين في الدولة، ولهذا لم يستطيعوا إزالة تلك الخيمة التي كثرت حولها الشكاوى. ما وراء الخيمة "المعتقل" والد الضحية هيثم -الذي ما زال يطرق مختلف أبواب الدولة لإنصاف ولده والقبض على من اختطفوه واعتقلوه خارج القانون- قال إن الخيمة هي المشكلة الأولى في الحارة وهناك أقاويل حولها كثيرة، وأبدى استغرابه من نكران مدير قسم شرطة 30 نوفمبر معرفته بشيء عن موضوع ولده. مؤكدا على أن ذلك يكشف تواطؤاً واضحاً مع الحوثيين المهيمنين على المنطقة، وأكد أنه لن يترك حق ولده يذهب سدى حتى لو استمر في ملاحقة الجناة لسنوات. وتجدر الإشارة إلى أن الخيمة تقع وسط مجموعة بيوت عليها شعارات الحوثيين وصور حسين الحوثي، وتقع بجوار منزل أمين العاصمة عبدالقادر هلال، وبالقرب من إدارة أمن محافظة صنعاء ومبنى ديوان المحافظة.. الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول عدم تحريك أجهزة الدولة المختصة ساكنا تجاه ما يحدث في هذه المنطقة وما يرتكبه فيها الحوثيون من ممارسات سلطوية وإجرامية أثارت الخوف بين سكان المنطقة من غير الحوثيين.