span style=\"font-size: medium; \" وقضى الله أمراً كان مفعولا .. رحل رئيس النظام الفاسد ولم يرحل النظام بعد .. وكيفما وحيثما رحل ، المهم أنه لم يعد يعيش ولن نسمح له بالعيش بين ظهرانينا . أما نظامه فهو سيتغير لا محالة ، لأنه من المستحيل أن يظل الحال على ما هو عليه ، ولا بد لليل أن ينجلي وتتحقق أماني وطموحات أبناء اليمن السعيد في بناء نظامٍ سياسيٍ واجتماعي جديد ، يعيد للإنسان اليمني كرامته وعزته وحقوقه المسلوبة طوال عقود من الزمن ، وبسواعد شبابه اليقظ ،الثائر والواعد . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" ما زالت أمام مسيرة الشعب اليمني مراحل طويلة ، صعبة ، تتطلب من أبنائه الخيِّرين الحاملين بذور الحياة المدنية الجديدة ، لتغدو كشجرة وارفة الظلال .. لكل اليمن ، تتطلب منهم اليقظة والحذر والنضال الدؤوب والمستميت . إذ لا يعني رحيل رئيس النظام الفاسد أن اليمن بخير .. لأن الخير لليمن في اجتثاث شأفة النظام العسكري ، الفردي والأسري الفاسد الذي جُرِّع منه شعبُنا الذل عقوداً ، وناله ما ناله من الجهل والتخلف والمرض والفقر ، وهو صابر لا خانع ، عزيز لا مستكين ، صامد لا ضعيف ، حتى جاءت ساعة الصفر التي لا رجعة فيها .. حين انطلقت شرارة الثورة السلمية الأولى من عدن الباسلة ، في السابع من يوليو 2007 م ، على يد الأحرار الذين نفضوا عنهم رماد السنين العجاف .. ومن حينذاك اليوم ، لم يهدأ الحراك الجنوبي المطالِب بالتغيير وبإسقاط النظام الذي استباح الجنوب منذ إعلانه الحرب الغاشمة عليه بليل 27 أبريل 1994 م ، وأحل دماء الجنوبيين ، مع أعوانه ، دونما حياء أو وازع ديني ، لتمتد شرارة الثورة إلى أرجاء الوطن كلِّه ، الذي انتفض وهب كالعنقاء مزلزلاً أركان هذا النظام الجائر . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" أيها الشباب الثائر في ساحات الحرية والتغيير في بلادنا الطيبة ، لقد أعطيتم لشعوب العالم أجمع دروساً وأنموذجاً في الصبر والصمود والتلاحم والتآخي والحب والتسامح والوعي الرفيع والأخلاق العالية . وهذا كله نابع من ماضٍ حضاريٍ مزروع في كيانكم ، ويجري دمه الطاهر في عروقكم ، فأنتم من سلالة سبأ وقتبان وحِمْيَر وأوسان وحضرموت وغيرها من رموز الحضارة اليمنية .. أنتم أبناء شعب تأتي شعوب الدنيا من صلبه . استمروا في ثورتكم السلمية حتى تأسيس النظام الجديد واستعادة الابتسامات المشرقة على محيا أطفال وطننا الغالي ، واستتباب الأمن في ربوعه ، وإعلاء كلمة سواء تجمع شملنا لا نفترق بعدها ، تضمنا لا نتشرذم بعدها . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" أيها الشباب اليمني الغيور على وطنه من أقصاه إلى أقصاه .. فلتعلم أن مهام الثورة لم تبدأ بعد .. فليس الأمس كاليوم ، كما ليس اليوم كالغد . فبالأمس أيها الأبطال أعلنتم بأعلى أصواتكم ، لتسمعوا من به صمم، عن ثورتكم السلمية ، وطالبتم برحيل النظام وإسقاطه من جسد الوطن الذي أنهكه دهراً ، ولم يكن معكم غير شعاراتكم الثورية التي رفعتها أياديكم الطاهرة وأصواتكم الهادرة ، طوال الأشهر الأربعة الماضية في ساحات الكرامة والشرف والحرية ، ولم يكن أحد معكم سوى شعبكم الفقير . وتحملتم أشكال التنكيل وفنون القمع الوحشي من قبل الأجهزة الأمنية ، أداة النظام المستبد ، التي من المفترض توجيهها ضد الفاسدين المتشبثين بتلابيب سلطة الحكم الفردي ، هم أعداء الوطن والحرية والديمقراطية والحياة الكريمة للشعب . وكيف لها أن تقوم بهذه المهمة الوطنية ، ومهمتها أصلاً تتحدد في قمع الشعب ..أليس هذا ما صرح به رئيس النظام القمعي لإحدى الفضائيات العربية قبل سنوات ؟! وكان العالم يتفرج بصمت المتخاذلين والمتواطئين ، وفي مشهد مسرحي هزلي سخيف رمى الأشقاء طوق النجاة لرئيس النظام الجائر ولكنه أبى إلا أن تكون نهايته كما أرادها وتنبأ بها هو بذاته من قبل . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" اليوم ، أيها الشباب اليمني الباسل ، على كل فرد منكم تشمير ساعديه ، والبدء بالتفكير في التخطيط السليم لصنع المستقبل الوضاء لليمن وللشعب اليمني . على كل شاب وشابة تعزيز ثقته بنفسه أولاً وثقته بأبناء شعبه الخيرين ثانياً والعمل يداً واحدة وصفاً واحداً ، وألا يجعل الثقافة الإقصائية الضيقة المتمثلة بالمناطقية والطائفية والحزبية والقبلية والولاء للفرد ، هذه الثقافة التي كانت أحد أسباب الانقسامات والصراعات التي كادت أن تودي بوطننا إلى قاع الهاوية ، بوصلته في تحديد مسار الوطن ، لأنها مُهلكة وزائلة لا محالة ، ولا يبقى غير الشعب والوطن هما مصدر القوة والعزة في مرحلة البناء والتنمية والازدهار والتفاخر بين الشعوب والأوطان ، وهما مرجعية الانتماء الحقيقي للفرد . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" اليوم ، أيها الشباب الواعد ، تحمل بيدك الطاهرة نبراس العلم والوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي ، فلا تدع رياح التخلف والإغراءات الدنيوية تطفئ شعلته ، وليكن إيمانك بالله وبقوة إرادتك وبشعبك ووطنك ، فقط ، هم مصدر طاقتها ، لتظل مشتعلة وقّادة تضيء للأجيال اللاحقة طريق الحياة الجديدة المتطورة التي يتباهى بها الشعب والوطن بين الأمم ، وكفى سنوات طويلة ضحكت من جهلنا الأمم . والله ولي التوفيق .