قرأت في خبر صحيفة الاولى (لعدد681) جاء فيه بأن ((حميد الأحمر أقام مأدبة غداء ضيافة على شرف الجنوبيين المشاركين في مؤتمر حوار ((الطرشان)) واقتبس من الخبر بأن حميد الأحمر الشيخ القبلي والزعيم الاصلاحي ((الإخواني)) اقسم بالله بأنه لا يملك متراً واحداً في الجنوب فرد عليه احد الضيوف انك لاتملك متراً ولكن تملك كيلو مترات من اراضي الجنوب والى هنا انتهى الخبر , وأقول ما قاله (حميد الاحمر) لا يهم ولا حتى ماتم الرد عليه من قبل (الضيف) الشجاع الذي لايهاب لرده فعل الشيخ القبلي عجباً ولكن مانهبه حميد الاحمر وجنرالات وامراء الحرب ومن المتنفذين الشماليين ليس هي القضية المحورية بالنسبة (لأبناء الجنوب) سواء كان متراً أو عشرة أو مئات الكيلو مترات المربعة لأن (أبناء الجنوب) ليس نضالهم لثروتهم في الحراك الجنوبي السلمي على مدى هذه السنوات الطوال لاستعادة هذا الكيلو مترات المربعة المنهوبة لأن قضية الجنوب ليست قضية حقوقية يصورها الاحتلال اليمني ولكن قضية وطن "" والشعب عزيز ذل وقهر .
واذا حلف حميد الاحمر فقد صدق وهو كذوب لأنهم نهبوا واستباحوا واحتلوا(1338الف كيلو متر مربع )) هي المساحةالجغرافية للجنوب جمهورية اليمن الديمقراطيةالشعبية هذه المساحة الذي ضحى من أجلها الشهداء من خيرة الشباب والأحرار وارتوت بدماهم الساحات في عموم الجنوب من أجل استعادة وتقرير المصير واستقلالها من براثن ((المحتل)) واستعادة الدولة المغتصبة في عام 94م وليس بضع كيلو مترات منهوبة هنا أو هناك.
وأعود الى المقال الموسوم (هولاكو يبعث من جديد طبعا يملئني الايمان الراسخ بأن يوم البعث حين ينفخ في الصور (اي يوم القيامة ) يوم تقوم الساعة ""(ولايعلمها الا الله سبحانه وتعالى ولكن المقصود ببعث هولاكو ليس بالجسد والروح ولكن اعمال وافعال هولاكو ووحشيته هي الحاضرة بالأمس اليوم يمارسها (الاحتلال اليمني)) حين عزاء هولاكو قائد جيوش (التتار) البلاد الإسلامية في زمن الخلافة العباسية (دمرها واحرقها ونهبها وعاث فيها فساداً) وكانت بغداد ) حاضرة الخلافة العباسية تعرضت لأبشع صوره من الهمجية والوحشية من قبل هولاكو . وفي عام 94م تعرضت الجنوب لأبشع هجمة شرسة من قبل الاحتلال اليمني تدمير مؤسسات تصفية المصانع وتشليحها ونهبها ونهب الاراضي والممتلكات والمتنفسات– تسريح ابناء الجنوب من العسكرية والأمنية والمدنية (حزب خليك في البيت) والقتل والتنكيل والتهميش والإقصاء والسجون واختطاف الناشطين اذاً تتطابق همجية هولاكو ووحشيته مع همجية ووحشية (الاحتلال اليمني).
وبناء على ذلك فقد تساوت الاعمال والافعال والاهداف المفضوحة والتدمير والاستيلاء على الثروة ونهب واستعباد لأبناء الجنوب كما فعل هولاكو في بغداد وفي السياق فأن هولاكو الهمجي وحشي لايزال يعيش في (الشمال) في صورة نظام صنعاء القبلي الهمجي والافعال تدل على ذلك المشرعنة بالفتاوى التكفيرية لأبناء الجنوب وكما يقال ( البعرة تدل على البعير) ولكن هل تحضر الحكمة اليمانية (الاخوان في الشمال ) كما كانت حاضرة اثناء خلافهم على السلطة في عام (2011م ) التي غيبت عام 94م حين شن الحرب على الجنوب (بالفتاوى الظالمة (المجلببة بالاسلام) وتغلب عليهم هذه الحكمة اليمانية ويتركوا (شعب الجنوب يقرر مصيره) هذا الشعب الذي عاش وقاسى اصناف المآسي وتجرع كؤوس الظلم والقهر والابتزاز والنهب لأرضه وثرواته وامتهان كرامته ولا يمكن ان يقبل الا باستعادة دولته المسلوبة ويعيش على ترابها حراً ابياً كما كان قبل عام 90م وليدرك نظام الاحتلال ان (شعب الجنوب) قد شب عن الطوق وتحرر من ربقة الاستعباد ولايمكن ان يعود الى قفص الوحدة المغدورة كسيحة الولادة في مايو 90م التي كانت هدف سامي لشعب الجنوب وتحولت الى مجرد احتلال ونهب وفيد وعودة (الفرع الى الاصل ) كما يدعي ويتوهم (نظام الاحتلال).
واستشهد بخطبه شهيرة لأحمد عرابي ( لقد خلقنا الله احراراً ولم يخلقنا ثراثاً او عقاراً نورث فو الله الذي لا اله الا هو لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم ) هذه الخطبة (المقولة ) امن بها ابناء الجنوب وجعل منها نبراساً تضيئ الطريق الى النصر والحرية وترسخت في قلوبهم ووجدانهم وتجذرا في عقولهم ولن ترجع عجلة التاريخ الى الوراء وان ابناء الجنوب على ما اختاروا ماضون حتى تحقيق واستعادة الدولة مهما حاول نظام الاحتلال بفرض الوحدة التي ماتت في صيف 94م بقوة النار والحديد واساليب الترهيب واالترويع والقتل والتنكيل واستباحة الدماء واصدار الفتاوى الجائرة من علماء السلطة واذنابها وان الحق دامغاً للباطل بأذن الله .