انا لست هنا مدافعآ عن الرئيس هادي ولا محاميآ عنه ولكن كلمة الحق لن نتردد أن نقولها ونعلنها للملا رغم أننا نعلم أن الجيوش الجاهزة للتخوين والسب والقذف في محاجيها ثابتة ولن تتآخر عن إصدار المزيد من صكوك التخوين ضد كل من قال كلمة حق وهذه القوى لاتجيد غير هذه اللغة منذ يوم الاستقلال حتى يومنا هذا. وفي مقالي هذا ساعرج فيه إلى ما قدمه هادي للجنوب وللقضية الجنوبية رغم الجحود والنكران الذي يقابله من قبل كل الحاقدين الذين لايرون الإشادة بأي إنجاز إلا لابنا مناطق معينة في الجنوب فقط ويغضون الطرف عن أي إنجاز لابنا مناطق معينة أخرى في الجنوب مهما كانت عظمة هذا الإنجاز .
وقبل أن أذكر شيء من ماقدمه هادي للقضية الجنوبية أحب أن أذكر أنه قبل حرب 1994م بأيام تعرض جيش الرئيس السابق علي ناصر محمد إلى الطرد من عدن بعد أن أتى الجميع من الشمال لمشاركة إخوانهم ابنا الجنوب جميعآ للدفاع عن الأرض والعرض ولم يبقى جندي واحد في الشمال وكانت ردة الفعل التي لم يحسب لها حساب اطفال السياسة الذين كانوا يحكمون الجنوب في ذلك الحين انهم لم يحسنوا استقبال إخوانهم الذين أتوا ليشاركوهم الدم وليدافعوا معهم عن الوطن ولكنهم ردوهم على اعقابهم بعد أن وصموهم بالخيانة وجردهم من الوطنية .
وبعد ذلك قام الرئيس عبدربه منصور بما هو واجب عليه فقط أمام شعب طرد من وطنه ويرفض الطرف المنتصر العفو والتسامح معه وحصل ماحصل ومن حق كل من طردوا من بلادهم العودة إلى وطنهم بأي وسيلة وخاصة بعد أن أتوا مادين أياديهم للتصالح والتسامح.
ورفض الاقصائيين هذا العرض الأخوي العظيم الذي لاياتي إلا من عضما وما قدمه هادي للقضية الجنوبية بعد أن تولا الرئاسة في اليمن بعد المخلوع يقدره الناس المنصفين والعقلاء فقط وينكره الحاقدين .
وبصفتي من أوائل من قاد الحراك الجنوبي ومشعلي ثورته أشهد لله أننا ومع اول يوم يتسلم هادي فيه الرئاسة شعرنا بالتغير والانفراج الكبير نحو قضيتنا وانكسرت حواجز الخوف وتحطمت قيود الأمن المركزي التي كانت ملتوية على أقدامنا وخرجنا إلى الساحات بتحدي أكبر ولم نواجه بالرصاص الحي كما كان يفعل الأمن المركزي ولا بمسيلات الدموع القاتلة التي كان الأمن المركزي يقذفها علينا بسخاء في عهد المخلوع.
كما أن من كانوا لايستطيعون أن يتجاوزوا النقطة الأولى في مديريات محافظاتهم أيام المخلوع تجاوزوها في عهد هادي بقوة .
وتقاطروا إلى عدن بكل قوة وحماس ونزلوا يتحدون الأمن وباسلحتهم الخاصة وسكنوا في بيوتهم في عدن بعد أن هجروها طويلآ ولم يستطيع الواحد من عناترة اليوم النزول إلى عدن ولم يسجن في عهد هادي أحد أو يطارد بل عاش الجميع في أمان رغم أن هادي استلم اليمن وهو لايملك جيش ولا أمن ولاخزينة مال ولم يبخل هادي على من يدعون أنهم الحراك والجنوب فأصدر بهم القرارات وسلمهم أعلى المناصب التنفيذية وادارات الأمن وقال لهم اعملوا ولكنهم تفننوا من أول يوم في السخرية من الرئيس هادي.
ورغم ذلك صبر عليهم ولكن وقاحتهم وصلت إلى درجة إنزال صور الرئيس من مكاتبهم إلى جانب عدم الاعتراف به كرئيس شرعي معترف به العالم كله وكانت أوامره لاتنفذ ولايؤخذ بها وشعر الرئيس أن من أعطاهم الثقة أصبحوا أعداء يكيدون له بدلآ من أن يشتغلوا سياسيا ويتقربون للرئيس ويكسبونه لصالح القضية الجنوبية.
وعندما شعر بالخطر من تصرفات هولا المريبة اتخذ القرارات بابعادهم من مناصبهم فهل يعقل أن يكون رئيس دولة في حالة حرب مدمرة ويعمل لإخراج الوطن من محنته وبعض المحافظين يتآمرون عليه مع الأعداء من الداخل وهل يعقل أن يحل الرئيس القضية الجنوبية أو يعلن لهم الانفصال والعدو لازال بكامل قوته وعدته وعتاده وهو لازال على الحدود الجنوبية كلها ويهدد باجتياحها في أي وقت واليمن كلها شمالها وجنوبها في حروب مدمرة .
هل هذا هو التوقيت الصحيح لحل أي قضية ولكن نحن لانلوم هولا فقد كانت عقولهم مغيبة وكانت بينهم وبين المخلوع وابنه اتفاقيات سرية وكان يوهمهم بأنه سيسلم لهم الجنوب هو وإلى جانبه دولة إقليمية كانت متفقة مع المخلوع وتنفذ مايمليه عليها من خطط مقابل وعود كبيرة من المخلوع بعد نجاح السيناريو المعد بتسليم هذه الدولة جزر يمنية ذات أهمية كبرى لليمن وللعالم كله هذا إلى جانب أن من قيادة المجلس الانتقالي من كان في طهران وبيروت مدرب عسكري للشباب المغرر بهم ونحن نعرفه بالاسم بل ويعرفه كل ابنا منطقته إلا من كان كاذب وجاحد وناكر فهو حر .
والآن بعد أن تعرض الرئيس هادي للطعن في ظهره من قبل من وثق فيهم واولاهم الأهمية واعطاهم المناصب الكبيرة ورفعهم من الأرض إلى السماء وخانوه وتنكروا له .
أليس من حقه الآن أن يتحالف مع القوى الشمالية ويحط يده باياديهم أليس من حقه بعد أن شتمه وسبه ولعنه من يسوى ومن لايسوى أن يلجأ إلى الخيارات التي يراءها الأنسب والرد الأمثل لمثل هولا الذين لايرون إلا أنفسهم ومصالحهم الأنانية.
هولا الذين التحفوا أعلام الأجنبي وفصلوها قمصان يلبسونها على أجسادهم على حساب السيادة الوطنية والكرامة للبلد واستبدلوا صور رئيس الدولة بصور الأجنبي.
انا اقول نعم يحق للرئيس هادي بعد أن خذله الكل وطعنه الكل أن يتحالف مع كل القوى في الشمال وعلى من استعدوا الرئيس من أول يوم وخسروه بعد أن فرش لهم الأرض ورود وكان معهم على طول الخط بعد أن اولأهم الثقة أن يكونوا آخر من يتكلمون وآخر من يخونون.
فإذا تحالف الرئيس مع القوى في الشمال فقد تحالف مع الاقربون والأخوة ولم يتحالف مع الأجنبي كما فعل هولا وانا بدوري لا ألوم الرئيس هادي في اتخاذ مايراه مناسب فقد بلغ السيل الزبى ولم يعد الأمر يحتمل أكثر من هكذا وعلى ابنا الشمال والعقلا في الجنوب اليوم رص الصفوف والتعاون لإخراج اليمن كله من المستنقع والنفق المظلم الذي وضعه فيه أعداء اليمن وعلى الجميع التشاور في كيفية ايجاد حلول جذرية لمشاكل اليمن كله في الشمال والجنوب.
والاتفاق على كل مايراه حكما وعقلا الأمة خيرآ لليمن ولليمنيين بعد أن زال الله أحد أهم وأخطر المتسببين في مشاكل اليمن ومصائبها وسيزيل الله من تبقى من الشراذم الشيطانية التي لازالت ترى نفسها هي الحق ومادونها باطل وان غدآ لناظره قريب إن شاء الله والله الموفق...