إن الشرق الأوسط اليوم على صفيح ملتهب من النار ومصدر هذا الصفيح الملتهب من الإمام ومن الخلف هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي كانت بداية خسارتها لمليارات من الدولارات في برنامجها النووي التي كانت تهدف من خلاله السيطرة على دول الخليج العربي والشرق الأوسط من خلال امتلاكها هذا السلاح الفتاك ودخول البوابة النووية لتجبر العالم بالاعتراف بها كقوة نووية على الأرض من خلال هذا البرنامج الذي بالفعل أن حصل لا قدر الله، كان سيقلب المعادلة وتختل موازين القوى . هزمت إيران من خلال عنصرين الأول خسارتها المليارات من الدولارات في برنامج لم يكتب له النجاح ويعود ذلك إلى نجاح الدبلوماسية الخليجية وبالذات السعودية، ويعد الاتفاق الأخير بين إيران ودول العشر 1 الذي يضع هذا البرنامج مقيد ومكبل وتحت التفتيش الدقيق وعدم السماح له بتجاوز المسموح به كإنتاج الطاقة الكهربائية وتصنيع بعض المنتجات الطبية وغيرها في إطار الاستخدام السلمي والمسموح به . العنصر الثاني لقد أضاعت إيران كثير من الوقت أيام الطفرة النفطية السابقة وكانت صادراتها من النفط شبة واقفة في باطن الأرض كل ذلك ناتج عن حلم نووي كلفها الكثير وأوقف عجلة النمو الاقتصادي في بلاد بسبب إطماعها التي لن تنتهي كل ذلك سيعود على إيران بالمزيد من الجوع والفقر للشعب الإيراني كل تلك المصائب سببها أطماع الثورة الإسلامية الإيرانية بالتمدد في الخليج والوطن العربي . ثم لم تلبث إيران أن تقف على قدميها لتتدخل في شئون مملكة البحرين حيث ساندت ودعمت بالمال والسلاح والتدريب لمجموعات محدده من المجتمع البحريني للركوب موجة الربيع العربي بإسقاط الحكم في هذا البلد المسالم، حيث تطمح إيران أن يتحقق لها الحلم الآخر بالهلال الشيعي ومركزة إيران للسيطرة على دول الخليج وتكون على بعد 16 كم من حدود المملكة العربية السعودية لتصل إلى منطقة القطيف والإحساء حيث يقطن هذه المناطق مجاميع من الشيعة العرب لتعيد إيران التفكير بكل جدية برسم الهلال الشيعي.. وقد عززت هذه الروية سيطرة إيران على العراق من خلال إتباعها هناك وسيطرت على القرار السياسي في لبنان من خلال حزب الله، ولكن المملكة العربية السعودية كعادتها اتخذت قرار الحازم بمنع إيران بل وإيقافها عن التدخل في البحرين بكل حزم وقوة. ثم اتجهت إيران إلى سوريا حيث الحكم العلوي المساند لها وتدخلت بشكل قوي جدا بالمال والسلاح والرجال، ولكن يكاد الصراع في سوريا أن يخنق إيران هناك لكثرة التدخل الخارجي في هذا البلد، حتى أن المساحة الجغرافية السورية لم تعد تتسع للأطراف المتصارعة هناك داعش حزب الله القاعدة النصرة جيش المهدي أمريكا وحلفائها بالناتو تركياإيران والآن دخل الدب الروسي، حتى أن نتائج حسم الصراع هناك أصبح من المستحيل التكهن بنتائجه، ولكن الجميل أن إيران تنزف دما هناك ويكاد الصراع السوري أن يستنفذ الخزانة العامة للدولة الإيرانية وسينتهي حلمها في سوريا بانتهاء حليفها بشار الأسد وتعود سوريا إلى الحضن العربي ومكانها الطبيعي وموطنها الأصلي ومناخها الشامي البعيد كل البعد من أنياب إيران الفارسية . اليمن وما أدراك ما اليمن ذلك البلد الفقير الملامس لا بار النفط الخليجية أهمل لفترات طويلة يعاني الجوع وتفتك به الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتكاد أن لا ترى دولة هناك بل عصابات وقطاع الطرق استولت على الجنوب والشمال، فتركت دول الخليج فراق كبير في هذا البلد . كعادتها إيران تبحث عن الأخطاء وتصطاد في الماء العكر، كانت إيران على موعد تاريخي بالنجاح بوضع يدها على هذا البلد من خلال جماعة أنصار الله الحوثية والمخلوع صالح المتحالف معها، شعرت المملكة العربية السعودية ودول الخليج بالخطر الإيراني مع سقوط صنعاءوعدن بيد تلك العصابات ، دخلت عاصفة الحزم بقرار سعودي تاريخي لن يكتب إلا بماء الذهب وشكلت ونجحت الدبلوماسية السعودية مرة أخرى بتشكيل تحالف عرب واسع، معززًا بقرارات دولية وضربت الحوثي والمخلوع صالح ودمرتهم شر تدمير بل أرجعتهم إلى العيش بالكهوف وسحقت الترسانة العسكرية والصاروخية بالكامل وكانت أثر بعد عين و تم استعادة جنوباليمن وعاد الرئيس الشرعي إلى العاصمة عدن واليوم التحالف العربي يطرق أبواب صنعاء العتيقة . النفط والحرب سلاحان لمواجهة الجنون الإيراني ولكنها المرةا لأولى يدخل النفط في الصراع العربي الإيراني أن انخفاض أسعار النفط إلى مستوى 30 دولار للبرميل الواحد يكسر مكابح إيران الاقتصادية وإطماعها بالتوسع والسيطرة على الخليج العربي هنا تهزم إيران اقتصاديا كما خسرت نوويا وهزمت حربيا . قد يقول البعض ايش دخل النفط بالصراع العربي الإيراني أقول لكم أن الاتفاق الأخير بين إيران ومجموعة العشر واحد يفضي إلى رفع الحظر على إيران ومنها الصادرات النفطية التي تحاول إيران تعويض خسائرها في حروبها المجنونة في كل تلك البلدان العربية، وتستعيد إيران التقاط أنفاسها يعني ذلك أن إيران ستعوض خسائرها الحربية التي أنهكتها واستقلت من تلك الأزمة التي أدخلت نفسها بها من خلال الاتفاق الأخير وان كان الثمن طموحها النووي . أخيرا أن الحرب السياسية والعسكرية والاقتصادية بين العرب وإيران ستستمر ولن تتوقف حتى يتوقف طموح المجانين في إيران. وتعترف إيران بالهزيمة وتكتفي بحدودها الدولية المعترف بها دوليا" وعدم تجاوز تلك الحدود ، وتمتنع بنفس الوقت من العزف على أوتار الطائفية وتحجب تدخلاتها السافرة والهمجية في شئون العرب والخليج