النوم بالنسبة لعبد ربه هادي جبهة وطريق إلى النجاح، وفي معظم أحاديثه إلى الإعلام يحرص على تقديم نفسه كمحظوظ كلما غفا استيقظ على مفاجأة سعيدة، فعند هروبه من عدن إلى عمان في 26 مارس 2015م استيقظ في الطريق على مفاجأة عاصفة الحزم التي هبت لنجدته، قائلاً لقناة (سكاي نيوز): "تفاجأنا ولم أتوقع". وفي روايته الخاصة بصعوده إلى رئاسة اليمن، قال إنه استيقظ من نومه على خبر تفجير مسجد دار الرئاسة واتصال هاتفي من ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز مهنئاً إياه: "مبروك.. أنت خير خلف لخير سلف". في الروايتين يحاول التنصل من المسئولية وإلقاءها على السعودية التي تفعل من أجله كل شيء، ودون –حتى- أن تحيطه سلفاً بما تخطط لمستقبله. يوم أمس حلت الذكرى السادسة لجريمة تفجير مسجد دار الرئاسة، وهي الجريمة التي يقول هادي إنه مدين في نجاته منها للنوم بقدر دينه لها في اعتلاء الحكم الذي عمل من فوقه على تمييع القضية. هادي ليس بريئاً من جريمة مسجد الرئاسة، والنوم وحده ليس دليل براءة، مع ضرورة الأخذ في العين شهادته الضمنية على ضلوع السعودية التي هنأته برئاسة البلاد قبل أن تنقشع أدخنة الانفجار من فوق المسجد، وقبل أن تعرف أن الرئيس علي عبدالله صالح لا زال على قيد الحياة. سنوات ست مرت على أبشع جريمة إرهابية وما تزال فصولها تتوالى، حيث العدوان السعودي المستمر على بلادنا يدخل عامه الثالث بذات الأدوات، هادي وحزب الإصلاح وقادة اللقاء المشترك، وكل الذين صفقوا وكبروا وهللوا للجريمة داخل ساحة الستين. لا تزال الخيوط تتمدد، ولا يزال الجناة خارج العدالة، بل لا تزال الجريمة مستمرة.