قال إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى بلادنا إن المنظمة الدولية لا تؤيد عملية عسكرية داخل وحول ميناء الحديدة الذي يمر منه أكثر من 70 % من واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية. وتدرس الولاياتالمتحدة تعزيز دورها في الصراع اليمني بمساعدة مباشرة أكبر للتحالف الذي تقوده السعودية، وقد يسمح الدعم المقترح لواشنطن بالمساعدة في عملية عسكرية على الميناء وفق ما نقلته (رويترز) مساء أمس. وقال المبعوث الدولي في كلمة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن إنه يشعر "بقلق عميق" بشأن احتمال تنفيذ عملية عسكرية في الميناء قريبا. وأضاف المبعوث الأممي: "نحن كمنظمة الأممالمتحدة نرى أنه لا ينبغي تنفيذ عمليات عسكرية في الحديدة." وتحفظت الإدارة الأمريكية السابقة تحت قيادة باراك أوباما تجاه أي عمليات ترتبط بالميناء في العام الماضي، ورفضت مقترحا لمساعدة حلفائها الخليجيين في القيام بعملية للسيطرة على الميناء. ويواصل تحالف العدوان السعودي استعداداته المكثفة لاقتحام ميناء الحديدة بعد حصوله على تعهدات بهذا الخصوص من الرئيس الأمريكي ترامب. وقال أحمد عسيري ناطق العدوان في تصريح نقلته قناة "الحدث" السعودية، أمس، إن هدفهم المقبل ميناء الحديدة. وشهدت العاصمة السعودية الرياض الآونة الأخيرة زيارات مكثفة لقيادات عسكرية أوروبية وأمريكية وآسيوية تخللتها زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى أمريكا ولقائه الرئيس ترامب. وفق ما نشرته الصحافة الأمريكية فقد حصل بن سلمان على تعهدات من ترامب بخصوص معركة ميناء الحديدة. إلى ذلك عد مصدر مسئولا بوزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني الإفادات وجلسات الاستماع الأخيرة لقيادات عسكرية أمريكية أمام الكونجرس ترويجاً للعدوان المتواصل على بلادنا، وتصعيداً للوضع المتأزم في منطقة البحر الأحمر. وأوضح المصدر في تصريحات صحفية الخميس "أن تلك الجلسات ترويج للعدوان أكثر من كونها توضيح لواقع الحال وحقيقة ما يجري من عدوان على الجمهورية اليمنية وتدخل سعودي عسكري في شأن يمني داخلي لا يخص السعودية ونظام الحكم فيها ". وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد عقد قبل يومين جلسة استماع تحدث فيها قائد القيادة الوسطى المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتل، والتي أفاد فيها بمعلومات مغلوطة حول طبيعة الأوضاع العسكرية في البحر الأحمر وقال إن قوات مليشيات الحوثي وقوات صالح –حسب توصيفه- تهددان الملاحة الدولية وأمن المملكة السعودية، وأن القوات العسكرية الأمريكية ستساعد المملكة السعودية في حماية تكاملها الحدودي وسيادتها على أراضيها. وعد مصدر في وزارة الخارجية ما قاله الجنرال فوتل مجافياً لحقيقة أن السعودية هي من تشن عدوانها على الأراضي اليمنية، وترتكب جرائم في كل مناطق اليمن وتقتل وتشرد مئات الآلاف من المدنيين وتدمر كل مقدرات البلاد، مستغرباً قيام القيادات العسكرية الأمريكية بتزوير الحقائق أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، موضحاً أن القيادات العسكرية الأمريكية تحاول تصوير ما يحدث من عدوان سعودي على اليمن على أنها حرب أهلية داخلية. ورفض المصدر ما أوردته تلك القيادات العسكرية الأمريكية أمام الكونجرس بشأن إيران وأنها تشكل الخطر البارز للأمن الأمريكي، مؤكداً أن أياً من ذلك لا يعطي تلك القيادات الحق في كيل الاتهامات والافتراءات للقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية بأنها جزء من الخطر الإيراني في منطقة البحر الأحمر. وقال "لو كانت لدى تلك القوات العسكرية الأمريكية وحلفائها من القوات السعودية والإماراتية الشجاعة الكافية لمواجهة إيران لذهبوا بأساطيلهم وجيوشهم لمواجهة القوة العسكرية والبحرية الإيرانية في مضيق هرمز والخليج وأمام سواحل السعودية والإمارات بدلا من اختيار سواحل الجمهورية اليمنية ومدنها ومنشآتها لإظهار قوتهم وتصفية حساباتهم واختبار قدراتهم العسكرية". ودعا المصدر مجلس الشيوخ الأمريكي لإرسال لجان تحقيق إلى المنطقة والاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع، أو التواصل مع الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية التي توثق الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها التحالف السعودي، وكيف يجند العناصر الإرهابية من كل أنحاء العالم للسيطرة على السواحل اليمنية وجعلها تهدد حركة الملاحة الدولية.