هجوم حوثي مباغت على قوات درع الوطن وسقوط قتلى وجرحى    استقالة مسؤول ثالث في الاحتلال الإسرائيلي.. والجيش يعلن عن اصابة نائب قائد كتيبة و50 آخرين خلال معارك في غزة    عاجل: قرار جمهوري للرئيس العليمي بتعيين الفريق الركن محمود الصبيحي في هذا المنصب    اشتراكي المكلا والديس يعقد اجتماعه الدوري    ثورة على الأبواب...غليان شعبي في عدن يهدد بثورة شعبية ضد الحكومة بسبب تدهور خدمة الكهرباء    عدن تغرق في الظلام: أزمة كهرباء خانقة تُعطل الحياة وتُفاقم معاناة المواطنين    بعد تصريحات حادة.. وزير الخارجية يلتقي المبعوث الأممي في عدن ويطرح عليه بقوة شرطة الشرعية للسلام    حماس تعلق على إعلان مصر التدخل لدعم دعوى "الإبادة الجماعية" ضد اسرائيل    صبرا ال الحداد    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    عدن.. احتجاجات غاضبة تنديدا بانهيار خدمة الكهرباء لساعات طويلة    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    استئناف إضراب نقابة عمال شركة النفط بمحافظة شبوة    الأمم المتحدة تعلن فرار مئات الآلاف من رفح بعد أوامر إسرائيل بالتهجير    المبعوث الأممي يصل إلى عدن في إطار جولاته لإستئناف مفاوضات السلام مميز    مبابي يطارد بيريز في احتفالية الليجا    خبير اقتصادي: قرار مركزي عدن بنقل قرات بنوك صنعاء طوق نجاة لتلك البنوك    كوابيس كشفت جريمة مرعبة: فتاة صغيرة تنقذ نفسها من القتل على يد شقيقها والامن يلقي القبض على الاب قاتل ابنه!    تحت إشراف مركز الملك سلمان.. «البلسم»تحتفي بفريقها بعد إجراء 191 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية ناجحة في الأسبوع الأول من الحملة الطبية باليمن    فشل ذريع لكريستيانو رونالدو السعودي.. كيف تناولت الصحف العالمية تتويج الهلال؟    بالصور.. قاعدة الدوري الأمريكي تفجر غضب ميسي    "أطباء بلا حدود" تنقل خدماتها الطبية للأمهات والأطفال إلى مستشفى المخا العام بتعز مميز    بمشاركة «كاك بنك» انطلاق الملتقى الأول للموارد البشرية والتدريب في العاصمة عدن    إب .. وفاة أربع طفلات غرقا في حاجز مائي    مراكز ومدارس التشيّع الحوثية.. الخطر الذي يتربص باليمنيين    التوظيف الاعلامي.. النفط نموذجا!!    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    مصرع وإصابة 20 مسلحا حوثيا بكمين مسلح شرقي تعز    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    لو كان معه رجال!    لهذا السبب الغير معلن قرر الحوثيين ضم " همدان وبني مطر" للعاصمة صنعاء ؟    مفاجأة وشفافية..!    الحوثيون يطورون أسلوبًا جديدًا للحرب: القمامة بدلاً من الرصاص!    "هذا الشعب بلا تربية وبلا أخلاق".. تعميم حوثي صادم يغضب الشيخ "ابوراس" وهكذا كان رده    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    الدوري المصري: الاهلي يقلب الطاولة على بلدية المحلة    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    إطلاق سراح عشرات الصيادين اليمنيين كانوا معتقلين في إريتريا    بعد فوزها على مقاتلة مصرية .. السعودية هتان السيف تدخل تاريخ رياضة الفنون القتالية المختلطة    شاهد:ناشئ يمني يصبح نجمًا على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل صداقته مع عائلة رونالدو    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة مميز    أمين عام الإصلاح يعزي رئيس مؤسسة الصحوة للصحافة في وفاة والده    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوثي المستثمر الجديد للقضية الفلسطينية
نشر في نشوان نيوز يوم 17 - 03 - 2021

عبدالناصر المودع يكتب: الحوثي المستثمر الجديد للقضية الفلسطينية
عندما بدأت شهوة الحكم والسلطة تداعب مخيلات حسين الحوثي في اليمن، بحث عن رافعة لتوصله للحكم بدلاً عن الإمامة، والتي لم تعد وسيلة صالحة في زمنه. وكان عليه أن يبحث عن قضية لا تستفز الرئيس صالح، وفي نفس الوقت تحظى باهتمام الناس، ليتبناها ويدس في ثناياها مشروعه في الحكم والسلطة.
وبحكم أن المنطقة في فترة ظهور مشروع الحوثي كانت تشهد أحداثًا كبيرة مثل "انتفاضة الأقصى" وهجمات 11 سبتمبر وما تلاها من غزو لكل من أفغانستان والعراق، فقد استثمر حسين الحوثي هذه الأحداث، وتبني قضية فلسطين والعداء لأمريكا كغطاء لمشروعه السياسي.
عناوين ذات صلة
* القمة الإسلامية العربية خطوة إيجابية
11 نوفمبر، 2023
* نص كلمة الرئيس العليمي في القمة العربية الإسلامية في الرياض
11 نوفمبر، 2023
وعليه، قام حسين الحوثي بتغليف مشروعه الصغير ضمن قضية كبرى تهم شريحة واسعة من الناس. ولهذا الغرض، استخدم شعارات نظام الخميني "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" واجهة لمشروعه. ونتيجة لذلك، تمكن حسين الحوثي من الحصول على أتباع مستعدين بالتضحية بالجهد والمال والأرواح لتلك القضية، فيما الصحيح أن تضحياتهم تتم من أجل إشباع رغبة حسين الحوثي في الحكم والسلطة.
ولتمرير هذا المشروع، اخترع حسين الحوثي فكرة السيد العلم، وجعل من مهامه الأساسية محاربة أعداء الأمة الإسلامية وتحديدا أمريكا وإسرائيل. وعلى الرغم من أن حسين الحوثي لم يتجرأ ويقول بأنه السيد العلم، إلا أن سياق خطاباته فيما يسمى "الملازم" كانت تشير ضمنيًا إلى أنه هو السيد العلم. وهذه الفكرة لمن لا يعرفها تقوم على الادعاء بأن الله يقوض للأمة الإسلامية شخصًا من "أل البيت" (السيد العلم) يقودها ويهزم أعداءها، وتحديدا أمريكا وإسرائيل.
لم يكن حسين الحوثي أول من استثمر قضية فلسطين، ولن يكون الأخير، فهذه القضية ومنذ فترة طويلة كانت ولا زالت بمثابة الدجاجة التي تبيض سلطة وجاه ونفوذ وهيمنة لكل من استثمرها ليمرر مشاريعه السياسية.
يعرف الديكتاتور الإيطالي (بنيتو موسوليني) أن السياسة هي فن حكم البشر. وهذا التعريف صحيح إلى حد كبير؛ فالبشر رغم أنهم يسمون أنفسهم بالعقلاء، يسهل خداعهم وقيادتهم من قبل السياسيين الذين يجيدون فن الحكم وبما يتعارض مع مصالحهم الحقيقية. وفن الحكم الذي يتقنه الطغاة، والسياسيين الشعبويين تحديدًا، يقوم على تبني قضايا مهمة في وجدان الأشخاص المراد حكمهم، والادعاء بأنهم يمتلكون الحلول الناجزة والكاملة لتلك القضايا.
ولهذا فإن كل طامع في سلطة دون وجه حق، مثل حسين الحوثي، لا يمكنه أن يجد من يناصره ويقاتل من أجله إذا لم يغلف أطماعه بقضية شعبية. فلو أن حسين الحوثي أو أخوه عبدالملك قالوا للناس حقيقة مشاريعهم والمتمثلة بالحكم والسلطة، لما وجدوا من يقدم روحه قربانًا لهذه المشاريع الشخصية والعائلية، إلا فيما ندر.
وبعد مقتل حسين الحوثي، واصل أخوه عبدالملك استثمار قضية العداء لأمريكا وإسرائيل، وخاصة بعد أن سيطر على السلطة في صنعاء بتسهيل وتواطؤ من الرئيس الكارثة (هادي). فبعد ذلك التاريخ أصبح بحاجة ماسة لهذه القضية لشرعنة حكمه القائم على الاستئثار الأبدي للحكم من قبله وأسرته وسلالته. فخرافة الولاية بصيغتها الجديدة (السيد العلم) لا تفي بالغرض لوحدها؛ لأن الغالبية العظمى من اليمنيين لا تؤمن بها، رغم الدعاية الكثيفة و"الدورات الثقافية" التي قام بها لغسل أدمغتهم.
ولهذا فإن قضية العداء لأمريكا وإسرائيل تمنحه التأييد لدى شريحة من خارج السلالة أو المؤدلجين الجهلة. ولحسن حظ الحوثي، فقد وفرت الحرب الظروف ليدعي بأنه في حالة حرب فعلية مع أمريكا وإسرائيل وأن "دول التحالف" ليست سوى أطراف تابعة ومنفذة لمشية هاتين الدولتين.
وبما أن ادعاءات الحوثي بأنه في حرب مع أمريكا وإسرائيل لم تكن حقيقية، فقد كان بأمس الحاجة إلى حرب استعراضية مع أمريكا وإسرائيل تسند ادعاءاته. ولتحقيق هذا الغرض، استغل الحوثي الحرب في غزة ليرسل الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، كما أنه من المتوقع أن يقوم بحركات مماثلة، وربما مهاجمة بعض السفن الحربية والمدنية في الأيام القادمة.
وقيام الحوثي بذلك العمل، يمنحه مكاسب سياسية في الداخل اليمني وفي الخارج. فهذه الأعمال تمنحه قدرات جديدة في الحشد والتجنيد، كما أن بعض اليمنيين الذي تم تلقينهم بأن قضية فلسطين هي قضيتهم المركزية، هللوا للحوثي. إضافة إلى إشادات من بعض العرب والمسلمين، رغم أن هذه الأعمال لم يكن لها، ولن يكون لها، أي أثر يذكر على سير العمليات العسكرية في غزة، حتى لو سقط صاروخ هنا أو هناك، فإنها لن تغير من سير الحرب.
الأمر المهم تأكيده هنا؛ أن الحوثي يتمنى ويخطط لأن تكون ردأت الفعل الأمريكية والإسرائيلية على الشعب اليمني سيئة، فكلما زاد البؤس والشقاء لليمنيين كلما منحت الحوثيين المزيد من السلطة والادعاء بأنهم في حرب حقيقية مع أمريكا وإسرائيل، وبأن البؤس مصدره أمريكا وإسرائيل.
من المتوقع، في حال استمر الحوثي في إطلاق مفرقعاته على إسرائيل، أو حاول تهديد الملاحة في البحر الأحمر، أن تقوم أمريكا وبعض الدول الغربية بخطوات عقابية ضده.
ومن بين هذه الخطوات إعادة تصنيف الحوثيين حركة إرهابية. وهي الخطوة التي ستؤدي إلى مصاعب تجارية ومالية على اليمنيين. كما أن من المتوقع أن تًقدم أمريكا، والتي هي أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية في اليمن، بتخفيض وربما إلغاء الكثير من برامج المساعدات، وهي المساعدات التي جنبت الكثير من اليمنيين خطر الموت جوعا ووفرت بعض الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم وإمدادات المياه وغيرها.
كما أن من المحتمل أن تقوم أمريكا أو إسرائيل بضربات على مواقع حوثية، وقد تؤدي هذه الضربات إلى مقتل عدد من اليمنيين. ومع ذلك فإن الحوثي سيستثمر كل الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي سيتعرض لها اليمنيين، ليدعي بأنه في حالة حرب مع أمريكا وإسرائيل. كما أنه سيستثمر البوس والجوع الذي سيعاني منه ملايين اليمنيين نتيجة قطع المساعدات أو تقليلها ليُحكم قبضته على منهم تحت سيطرته.
فالتجربة التاريخية تؤكد بأن الأنظمة المتوحشة، الشبيهة بالحوثية، تترسخ سلطتها كلما زادت معاناة السكان الخاضعين لحكمها. ولهذا فإن الحوثي يتمنى ويخطط لأن تسفر فرقعاته الصاروخية عن نتائج كارثية على الشعب اليمني. فأهم شيء بالنسبة للطغاة من أمثال الحوثي أن لا تصل المعاناة والخطر له ولأسرته، أما في حال شعر الطاغية بأن الخطر سيصل إليه فإنه يتحول إلى فأر رعديد بعد أن كان يمثل دور الأسد.
الوسوم
إسرائيل إيران الحوثيون حسين الحوثي عبدالملك الحوثي غزة فلسطين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.