لسنا من أبناء الجنوب ولا من أبناء الشمال أو الشرق والغرب..، ولكنا من أبناء اليمن العزيز بأهله وترابه.. بجباله ووديانه وسمائه.. بلد الإيمان والحكمة.. موطن الحضارة والتاريخ الضارب جذوره في أعماق الأرض، وفي أعماق أعماق العصور والعهود.. لسنا من أبناء تعز أو عدن أو ذمار أو إب أو صنعاء أو حضرموت.. بل من أبناء اليمن الواحد الكبير.. الشامخ شموخ الكبرياء.. من أبناء الأرض الكحلى التي ينبعث من عينيها الضوء..، وينسكب من ألقها الدائم والمستمر ماء الحياة.. هي بلادي شموخ على هاماتنا.. كتاب واحد كتب بأحرف من نور..، وحب دائم مسكون في قلوبنا ألقاً وروعة ودهشة.. وأنشودتنا الأجمل والأروع التي نرددها في صباحات ومساءات أيامنا المخضبة بالنغم الشجي: كل صخر في جبالك.. كل ذرات رمالك.. كل أنداء ظلالك.. ملكنا.. إنها ملك أمانينا الكبيرة.. حقنا.. جاء من أمجاد ماضيك المثيرة.. .... وسيبقى نبض قلبي يمنياً.. هي اليمن ياهؤلاء.. اسم لا ولن يمحى أو يبلى من ذاكرة العمر.. ذاكرة التاريخ.. ذاكرة الحياة.. لا يمكن أن تنال من بريقها المتوهج نار الأحقاد.. أو لغة الكراهية والمناطقية والمؤامرات العفنة.. أو الكتابات المسمومة التي تحاول تكذيب التاريخ والجغرافيا.. وتزييف أحداثهما ووقائعهما، واستبدالهما باسماء ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان.. هي اليمن أرضي وموطني.. هي صعدة وشبوة ومأرب.. هي المهرة والحديدة وأبين، هي الضالع وريمة وحجة والجوف.. هي كل الأرض الممدودة في شريان الجسد الواحد..، والمحفورة في سماء الله.. يمن واحد.. وشعب واحد.. تلك هي بلادي يا من ترفعون شعاراتكم البلهاء المخضبة بالدعوات النتنة والادعاءات الأكذب.. تلك بلادي يامن عقدتم صفقاتكم مع الكراهية والتمزيق، وكشفتم عن حقدكم الدفين ضد الوطن الواحد والناس أجمعين..، وتتحدثون بلغة التطرف والتحريض والفوضى.. لغة تفوح منها روائح العصبية والتفرقة والبغضاء..، وروائح الدم والعفن.. تلك بلادي.. التي لا ولن تقبل إلا أن تكون يمناً واحداً وشعباً واحداً.. * نقلاً عن صحيفة تعز
