ذكرى رحيل جورج أورويل..الشرطي الثائر ضد الدولة البوليسية إسماعيل الخولي ولد إريك آرثر بلير، في 25 يونيو1903، لأسرة إنكليزية من الطبقة المتوسطة، في قرية موتيهاري بالهند، ليلتحق في عام 1922 بسلك الشرطة الإمبراطورية الهندية في بورما، ثم يتدرج في منصبه حتى أصبح مسؤولًا عن أمن 200ألف شخص بحلول عام1924. استقال بلير في عام 1927، لتتغير حياته من ضابط في قوات الاستعمار الإنكليزية، ليصبح جورج أورويل الأديب المعارض لكل أشكال الاستعمار والشمولية والدولة البوليسية، حتى أنه كتب بعد تقاعده من الشرطة، رسالة يشرح فيها شعوره بتأنيب الضمير والذنب تجاه مشاركته في استعمار الهند. جورج أورويل هو الاسم المعروف لبلير، والذي وقع به كل رواياته، كما أنه كان اسمه في عمله الإذاعي في بي بي سي، حيث قدم برنامج «الصوت» الأدبي، والذي تناول الحياة الاجتماعية لبعض أصدقائه الأدباء. بالرغم من أن أورويل قد كتب 6روايات، إلا أن «مزرعة الحيوان و1984»، (الراوية الثانية هنا..تزامنت مع 1934م..لتكون تنبوءية عن الخمسين سنة التالية لها...) و الرويتان هاتان ..هما الأشهر في مسيرته، وكتب بجانبهما روايات «أيام بورما؛ ابنة القسيس؛ دع الزنبقة الخرز؛ الخروج إلى المتنفس». «في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملًا ثوريًا» - جورج أورويل في «مزرعة الحيوان»، انتقد الأديب الإنكليزي الاتحاد السوفيتي، وسياسة ستالين، حيث صور قادة الثورة المؤسسين للاتحاد السوفيتي، مجموعة من الخنازير في مزرعة تضم غيرهم من الحيوانات، ويثورون على القيصر، والذي شبهه بصاحب المزرعة، ليتوحش «نابليون» قائد الخنازير المقصود به «جوزيف ستالين» على الحيوانات الأخرى، ثم انقلابه على صديقه الخنزير «سنوبول»، المقصود به «ليون تروتسكي»، والذي قتله تابعو ستالين ..فاغتالوه في المكسيك عام 1940. موجز رواية "مزرعةالحيوان":ا أروريل تناول أن الخنازير استأنست كلابًا لحمايتها من الحيوانات الرافضة لظلمها، كما أنها تعلمت المشي على القدمين الخلفيتين مثل البشر، في تشبيه لتحول سلوك الخنازير إلى الإنسان الذي ثارت عليه، ليصبح بذلك قادة الاتحاد السوفيتي قياصرة جدداً. «الأخ الأكبر يراقبك» - جورج أورويل الرواية الثانية الأشهر التي يعرف بها أورويل، هي «1984»، والتي تدور أحداثها في المستقبل حينها، حيث كان يتنبأ بمصير العالم الذي ستحكمه قوى كبيرة تتقاسم مساحته وسكانه، ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم، بل يتحولون لأرقام في جمهوريات «الأخ الأكبر»، الذي يراقب ويعرف كل شيء، ممثلا للحكم الشمولي. في 1984 يعيش وينستُن سميث، الموظف في وزارة الحقيقة «صحفي»، في قلقٍ دائم بسبب شعوره بالمراقبة، التي رسخ لها الحاكم «الأخ الأكبر»، حيث يراقبه جيرانه وجهاز الشرطة، و أوبراين صديقه، في إطار الدولة البوليسية. وانتقد أورويل تحول القيم البشرية إلى أشياء هامشية، في ظل التسلط وسطوة الأحزاب الشمولية على الناس. هذه الرواية تم منعها من العديد من المكتبات في روسيا..في وقتها.. بالإضافة للعديد من الدول التي بها حكومات شمولية، حيث وصفها الكثير من النقاد بأنها رواية تكشف حياة المستبدين وتدميرهم لروح الثورات. وصنفت مجلة التايم «1984» كواحدة من أفضل 100 رواية مكتوبة بالإنكليزية منذ عام 1923 وحتى الآن. تحل ذكرى وفاة الأديب الثائر جورج أورويل، الذي توفي في 21 يناير في عام 1950، بعد معاناة من مرض السل، حيث تسبب انفجار أحد الشرايين الموصلة لرئتيه في وفاته عن عمر يناهز السادسة والأربعين. قبر جورج أورويل في مقبرة القديسين بلندن من مقولات لجورج أورويل «من يتحكم في الماضي يتحكم في المستقبل، ومن يتحكم في الحاضر يتحكم في الماضي». «إن كان التحرر يعنى شيئًا فهو الحق في أن تقول للناس ما لا يودون سماعه». «تصدر كل دعاية الحرب والصراخ والكذب والكراهية عمن لا يحاربون». «يتخيل كل جيل أنه أذكى من الذي سبقه وأكثر حكمة من الذي يليه». (...) دنيا الوطن
