العقارب السامة موجودة فى مصر فى الأماكن الرملية، مثل الصحراء والسواحل البحرية، ويكثر وجودها فى أماكن تجمع القمامة ومراعى الخنازير. تقول الدكتورة هبة يوسف، أستاذ الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بطب عين شمس، إن العقرب يتسبب فى لدغة، وليست عضة، حيث إنه يلدغ بآخر فقرة فى ذيله والمعروفة باسم (التلسون)، والتى تحتوى على الغدة التى تفرز المادة السامة، والعقرب حيوان خجول لا يلدغ فرائسه أثناء النهار، ولكن يفعل أثناء الليل ويفضل الذين يمشون حفاة الأقدام من الأطفال وكبار السن، حيث يكونوا أكثر عرضة للتسمم بصورة خطيرة من البالغين. الأعراض التسممية للدغات العقارب: وتشمل الشعور بالألم الموضعى الحاد فى مكان اللدغ، والتهاب الجلد واحمراره، وأعراضا أخرى غير موضعية مثل: زيادة فى كمية إفراز اللعاب والدمع، مع غثيان وقىء، وتعرق شديد وارتعاش وألم حاد فى العضلات، وارتباك وتعصب وهياج، والشعور بسرعة ضربات القلب، وصعوبة التنفس وآلام شديدة بالصدر مماثلة لآلام الذبحة الصدرية. ماذا تفعل لإنقاذ مريض تم لدغه بلدغة عقرب؟ تهدئة المصاب ومنعه من الحركة أو الجرى، لأن هذا يزيد من الدورة الدموية، وبالتالى يزيد من درجة امتصاص السم، وتسربه من مكان الإصابة إلى الدورة الدموية. ويثبت الطرف الذى به العضة فى وضع مريح وفى مستوى منخفض عن باقى الجسم ونقله بسرعة لأقرب مستشفى، استخدام رباط ضاغط بعرض 2 سم، مع مراعاة عدم ضغط الرباط يشدة لدرجة تمنع تدفق الدم الشريانى، ويمكن التأكد من صحة ضغط الرباط تدريجياً، أو فك الرباط لمدة دقيقة واحدة كل 10 -15 دقيقة،ولا ينصح بشق الجلد فى مكان العضة بغرض مص السم، لأن ذلك قد يساعد فى زيادة النزيف وبالتالى انتشار السم وتخلله إلى الأنسجة بطريقة سريعة. إذا كانت اللدغة فى مكان يصعب ربطه كالرأس أو الصدر أو العنق أو البطن فإنه ينصح بوضع كمادات من الماء البارد فوق مكان العضة، وهذا يقلل من انتشار السم وامتصاصه؛ لأنه يؤدى إلى انقباض الأوعية الدموية الصغيرة فى مكان اللدغة. ولتخفيف الألم يعطى المريض حقنة موضعية هى عبارة عن 2% من زايلوكايين (Xylocaine) مع 0.6% من محلول بيتاميتازون (Betamethasone)، ولا ينصح باستخدام المورفين لتخفيف الألم؛ لأنه يزيد من تأثير فاعلية السم، ويعطى مضاد السم المتوفر بمركز علاج السموم )لجميع أنواع العقارب الموجودة بمصر ويجب أن يتم عمل اختبار حساسية تحت الجلد قبل حقن المصل المضاد عبر الأوردة، ويجب أن يخفف إلى نسبة 1: 10 مع محلول ملحى؛ لأنه يساعد على تقليل المخاطر من رد فعل فرط الحساسية من مضاد السم. كما يمكن إعطاء الأدرينالين، بحيث لا تتجاوز كميته عن 0.5 ملل، وبجرعة قدرها 0.01 ملم / كلجم بتركيز 1: 100 تحت الجلد كإجراء وقائى من حصول رد فعل فرط الحساسية. ويوصى بإعطاء المصاب حقنة مضادة لميكروب التيتانوس؛ للسيطرة على الالتهابات الجرثومية فى مكان اللدغة.
