عدن وحضرموت على صفيح ساخن والغضب الشعبي يتزايد    ضربة قاصمة جديدة للحوثيين: عدن تستقبل المزيد من المنظمات الدولية    "نهب ممنهج وتدمير متعمد": عصابة حوثية تابعة لفارس مناع تعتدي على معبد ومواقع أثرية في إب    في اليوم 242 لحرب الإبادة على غزة.. 36550 شهيدا و 82959 جريحا وتوغل اسرائيلي للمرة الثانية في البريج    قائد الحماية الجسدية لعلي عبدالله صالح يروي " مأساة الشعب وضياع الجمهورية"    الرئيس اليمني الاسبق علي ناصر يكشف عن مشروع للسلام في اليمن واسباب عدم اعلان نتائج لقاءات مسقط    إصابة امرأة و4 أطفال جراء حريق في مخيم للنازحين بمارب    وفاة 7 أشخاص من أسرة واحدة إثر انفجار أسطوانة غاز في المهرة    رئيس تنفيذية انتقالي لحج الحالمي يُعزّي في وفاة المناضل العميد شعفل عبدالله العبادي    545 مستفيدا من القافلة الطبية والدورة التدريبية في الإنعاش القلبي بمستشفى حريضة    ارسنال الاقرب لخطف مهاجم لايبزيغ سيسكو    تشيلسي مهتم بمدافع بايرن ميونيخ    كاين يطالب ساوثغايت بالابقاء على كول بالمر ليورو 2024    المنتخب الوطني الأول يغادر للمنامة لمواجهة نظيره البحريني في تصفيات المونديال    بطارية طاقة شمسية تدمر منزل في المهرة وسقوط قتلى وجرحى    مليشيات الحوثي تسوق عشرات من عمال النظافة إلى جبهات القتال    منظمات المجتمع المدني في حضرموت ترفض تواجد قوات العليمي في الساحل الحضرمي    بمناسبة عيد الأضحى.. مركز ''الملك سلمان'' يسعد آلاف الأسر المحتاجين في اليمن    الودُّ عامرٌ بين الحوثي و«القاعدة» في اليمن    75 مليون دولار يلحسها وزير الداخلية "إبراهيم حيدان" قيمة بطاقة شخصية    ارحموا الريال    الحكومة الشرعية تعلن إطلاق سراح عدد من السجناء بمارب و3 محافظات أخرى    مشروع كويتي ضخم في مارب    فرار عنصر حوثي بعد قتل عمه في صنعاء رغم حصار منزله.. والمليشيات تتجاهل الحادثة!    بعد إعلان الريال التعاقد معه.. مبابي: "فخور بالانضمام إلى نادي أحلامي"    الحوثيون يوقفون منشأة صرافة جديدة ويمنعوها من العمل في صنعاء    كريستيانو: أشعر بالفخر الشديد بعد موسمي مع النصر    لم تستطع أداء الحج او العمرة ...اليك أعمال تعادل ثوابهما    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    مسار السلام في اليمن .. اتجاه نحو العودة إلى نقطة الصفر واخر يفتح بصيص تفاؤل وبينهما مشكاة ضوء خافت    وثيقة تكشف عن مديونية كبيرة للبنوك التجارية والإسلامية لدى البنك المركزي    - 17مليار دولار ارتفاع ثروة أغنى أغنياء روسيا خلال السته الأشهر من 2024    الرئيس الزُبيدي يوجه بمخاطبة واستكمال إجراءات نقل مقرات المنظمات إلى عدن    محلل سياسي يطالب الدول الإقليمية أن تكون سندا للجنوب    - توقعات ما سيحدث لك وفق برجك اليوم الثلاثاء 4يونيو    صاحب ومالك "قوات درع الوطن" يصر على العبث بأمن ساحل حضرموت    شقيقة "الحرازي" مدير شركة "برودجي" تكشف عن تفاصيل صادمة أصابت الجميع بالذهول والدهشة خلال جلسة الحكم بالإعدام    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    الحوثيون يزرعون الموت في الحقول: مزارع يمني يفقد ساقه في انفجار لغم(صورة)    نهب وتدمير للاقتصاد الوطني.. كيف يعبث الحوثيون بالقطاع الزراعي؟    عاجل:ريال مدريد يُعلن ضم النجم الفرنسي كيليان مبابي    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    من جرائم الجبهة القومية ومحسن الشرجبي.. قتل الأديب العدني "فؤاد حاتم"    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    عودة التيار الكهربائي إلى مدينة مأرب بعد انقطاعه لساعات إثر خلل فني    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    خبير آثار: ثور يمني يباع في لندن مطلع الشهر القادم    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    إعلان قطري عن دعم كبير لليمن    قرارات البنك المركزي لإجبار الحوثي على السماح بتصدير النفط    إنجاز عالمي تاريخي يمني : شاب يفوز ببطولة في السويد    عن الشباب وأهمية النموذج الحسن    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    خراب    الوجه الأسود للعولمة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى وإن كان العابثون بمسار فرحته متربصين من كل جانب للإيقاع بكل شيء جميل.
العيد فرحة ناصعة البياض..

ملامح الفرحة تصبح تقاسيم بين الفرح والحزن، فيظل الحزن مؤجلاً لأيام، ويصبح الفرح سيد تلك الأيام.. بهجة الأطفال وابتسامة الوجوه عوامل لا تقبل القسمة أو التبعثر في غير صفحة فرح، فيها اشراقة.. لا يتطلب منا مسحوق غسيل او مبيض ملابس لنضعه على شفاهنا لنبتسم بصدق ابتسامة ناصعة البياض، وإنما يلزم منا أن نعيش بصدق ونفرح بصدق ونشعر بفرحة العيد بصدق، بعيداً عن كل المغريات وبعيداً عن كل الأطماع، فالعيد مناسبة رائعة جدا للشعور بالفرح ومبادلة الآخرين هذا الشعور..
رغم ثنائية العيد في حياتنا الإسلامية إلا أننا في وطننا اليمني لنا الكثير من التجارب فربما لا يكاد يمر شهر الا ولنا فيه ذكريات مع العيد, ففي العام الواحد ثلاثة أيام للثورة ويوم وطني وآخر للعمال ومثله للسنة الهجرية ومن هذا القبيل تكاد ايام الاجازة التي تخصص للتخزينة لا تنتهي .! نحن شعب يبحث عن الاجازة او العيد لأجل ان يخزن .!
استغلالات
ورغم كثرة تلك المواعيد التي نخلد فيها الى بيوتنا إلا انه في العام هناك خصوصيتان مميزة وربما للفرحة بهما اعتراف واضح وصريح وهما عيدا الفطر والأضحى أو ما يسمى باللغة الدارجة العيد الصغير والكبير .! هي طقوس تنبع من كونها ايام مرتبطة بعامل ديني فعيد الفطر مناسبة تأتي بعد شهر فضيل هو شهر رمضان بعد ثلاثين يوما يقضيها الصائمون في العبادة والتقرب الى الله تعالى فيصبح العيد محطة فاصلة بالخروج من شهر الصوم ودخول بقية اشهر العام الهجري، وكأنها محطة تحط فيها الرحال لتبدأ رحلة أخرى هي الرحلة التي تبدأ من شوال وحتى شعبان في العام التالي ..!
- بالمثل أيضا هناك عيد الاضحى فهي مناسبة تأتي بعد شعيرة او بالأصح في اثناء شعيرة دينية هي الركن الخامس من اركان الاسلام، وهي شعيرة الحج فتكتسب روحانية اكثر هي تلك الروحانية القادمة من هذه الايام في البقاع المقدسة, فمناسبات كهذه في شريعتنا تجعل هناك فرصة كبيرة في التوازن الاجتماعي الذي ينبغي أن يسود في المجتمع في تصفية النفوس والتقاء الناس وتصفية كل المشاحنات والبغضاء التي تنتج في لحظة يكون الشيطان فيها اقوى ويجعل كلمته هي الابرز.
الى هنا ربما قد يبدو كل شيء طبيعيا في العيد؛ لكن الشيء الغير طبيعي أن يتحول العيد الى فلسفات اخرى وهم يكسر الظهر فيتحول الفرح الى نوع من الهموم التي تثقل الكاهل وتجعل الفرحة مرتبطة بماديات ومغريات كثيرة في الحياة فهل فرحة العيد هي بكل تلك المظاهر وبكل تلك الاستغلالات التي يعملها اصحاب النفوس الضعيفة ..!
سنحاول الخوض في كثير من الجوانب التي تسلب الكثير من فرحة العيد والتي تحول العيد الى مايسمى«العيد .. عيد اللحمة» .! من خلا ل الاسطر القادمة:
العيد عيد العافية ..!
أذكر قبل أعوام كنا نسمع عبارة جميلة يرددها بعض الاطفال او بالأصح يقولها الكبار إرضاءً للأطفال، فحين يكون الشخص لا يمتلك ما يكسي به عياله فيقول لهم العيد عيد العافية ..! لكن الآن لم يعد هذا المفهوم يسمن أو يغني من جوع فماديات الحياة اصبحت ضرورة هكذا تقولها نظرة المجتمع، فالطفل إن اصبح في يوم عيده لا يرتدي ملابس جديدة فلا ترحمه الألسن المسلطة عليه بكل الكلمات التي ربما لا تقال جهرية وانما تغتابه بالكثير من الهمز واللمز؛ فهل هذا مجتمع مبتدأه نواه اسلامية زرعها فيها معلمنا الاول صلى الله عليه وسلم ومنتهاه قلوب وافئدة رحيمة واناس كالبنيان في تألفها وتقاربها..!
- العيد يكاد يكون ليس بحثاً عن ما في داخلنا من سعادة ولا ما يشرق على شفاتك من ابتسامة ولا قبلات حارة تخرج من القلب تطبعها على خد صديق او قريب او جار، وانما اصبح نظرة اولية يطالعها فيك من تلقاه يبحث عن الماركة التي ترتديها وتناسق ألوان الثياب التي تلبس، وهل حلقت تايسون ام لا وهل تلبس جزمة من نوع غالي ام اعتيادية وهل تضع عطرا من ماركة (جيفنشي) و(جيو)! هي تلك النظرة التي يقول لك المجتمع انما العيد ما تلبس وليس بالضرورة ان تحس به او تفرح ففرحتك مبتدأها ومنتهاها ثياب ستبلى بعد عدد مرات من اللبس فقط, في عصر باتت الماديات هي المعبرة بالدرجة الاولى وصارت رسالة الاس ام اس تغني عن التواصل بل ربما اصبح البوست الذي يوضع في صفحتك على الفيسبوك او الهاش تاج الذي يشاركه الآخرون في تويتر هو كل التعبير ..!
أذكر مواقف طريفة تحصل في العيد خاصة في مصلى العيد تأتي لتجلس وتلاحظ الكثير من الناس مشغول بكل شخص يدخل لتسلط عليه النظرات من رأسه وحتى اخمص قدمية فيما يرتدي .! بل المضحك أن البعض يحاول يقارن من خلال نظراته بين ما يرتديه الشخص الآخر وما يرتديه هو .! حتى بعد الصلاة يصبح السلام وكأنها نظرات الى ما يرتديه الشخص الآخر ..!
العيد .. عيد اللحمة .!
اللحمة ..! صارت هم تكسر الظهر عند الكثير خاصة في وقت العيد وبشكل ادق في عيد الاضحى، فهي هم كبير لا يستطيع البعض مقاومته ومقاومة متطلبات العيد صارت الى جانب الملبس لحمة، فعليك ان تشتري لحمة بأسعار باهضه حتى تصبح فيها اسواق المواشي ليس مكان كبير من طوابير الحيوانات فتتخيل نفسك كأنك في ناسداك، او بورصة دبي، او سوق الاسهم السعودي .! فاصبح البيع بالعملات الاجنبية بالريال السعودي وبالدولار حتى ان الامريكان اصحاب الدولار نفسه فالبيع لديهم بالدولار مع السنت لايزال يحسب ( السنت هو جزء الدولار الواحد فدولار واحد يساوي مائة سنت ) لكن في اليمن من المائة دولار وما فوق وقد يصل ثمن الغنم الى ما يقارب 400 دولار .!! يا إلهي أنحن في تكساس الامريكية أم في بلد يتجاوز منهم تحت خط الفقر فيه نصف السكان .! ألهذا الحد وصل الجشع والطمع بالناس في وطن لا يرحم فيه احد فلا جهة رقابية تحميك ولا تشريع تسند اليه ظهرك ولا دولة تبحث عن راحة ساكنيها، فقط عليك ايها المواطن المسكين ان تمر امام مجازر اللحوم لتشاهد اللحم فهذا المنظر يكفيك اما الكبار والقائمين على دولتك، فمبلغ يجعل من اللحم تأكل منه البشر وما بقى للحيوانات الأليفة في منزله لا يساوي شيء بالنسبة لرصيده البنكي ..!
- كيلو لحم يصل الى 2500 ريال في الايام العادية فمن يقدر على شرائه ان كان معدل دخل الانسان اليمني لا يتجاوز 2 دولار في اليوم الواحد ( اي ما يعادل 430 ريال يمني ) فكيف بالله عليكم على المواطن ان يوفر مبلغ 2500 ريال ليطعم أولاده كيلو لحم وقد يكون لا يكفي لأسرة متوسطة فما بالك بأسرة يزيد افرادها عن 10 اشخاص أليس هذا شيء محزن جدا.!
سمعت انه في الثمانينات وقبل الوحدة فيما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية اصدر قرار بمنع استيراد الفواكه وعدم التصدير الا ما كان فوق الحاجة واعتقد انه كان القرار الوحيد لحد الآن السليم في سياسة الدولة الاقتصادية لكنه الآن انتهى مفعول هذا القرار ، ذكرني هذا القرار بشي او بسؤال سألته احد بائعي اللحم لماذا هذا الارتفاع الجنوني في اسعار اللحم؟ فأجابني لسببين الاول ان الناس يستغلون الموسم والترزق برفع الاسعار لأن الناس مضطرين للشراء، والسبب الثاني زيادة الطلب وقلة المعروض وهنا المشكلة، فالسبب الثاني ناتج عن أن كل المنتج هو منتج فردي وليس هناك مزارع عملاقة يمكنها ان ترفد السوق بكل احتياجه وهو ما يجعل توفر العرض في متناول الجميع وبالسعر المعقول بالإضافة الى ان هناك سبباً آخر اعتقد أنه أكثر خطورة وهو ما يشابه قصة الفواكه، وهو ان الكثير يهرب الماشية الى خارج اليمن خاصة دول الخليج وبالطبع يعني هذا الشي تسريب لثروة البلد الحيوانية في حين ان الداخل لم يستطيع توفير متطلبات السكان، ومن النظرة الجشعة للبعض بيعهم للماشية في دول الخليج بسعر مرتفع هو مناسب للقوة الشرائية في دول الخليج في حين لا تقارن القوة الشرائية المحلية بتلك الدول ابدا بين اقتصادين الفرق بينهما شاسع وهو ما يريد ان يطبقه هؤلاء، فيقارن البيع في الخليج مع البيع في الداخل ..! أليست مشكلة كبرى يفتعلها اصحاب النفوس الضعيفة.!
زحمة يا دنيا زحمة .!
لا اتذكر بالضبط هل هذه العبارة اسم لمسرحية او لفيلم سينمائي ام اغنية شعبية مصرية لكنها أيا كانت من كل ما سبق فهي تشبه الجميع، فقل عنها مسرحية لجمهور كبير ينزل الى السوق مع قرب العيد وكأنهم لا يعرفون شيء الا في العيد ولا يستطيعون الشراء من قبل الا في وقت العيد وهو الوقت الذي ينزل فيه للسوق كل جميل وقبيح من البضائع فلا شيء هناك راجع فكل البضائع سيلتهمها الناس بالشراء .!
- في سوق الملابس يخيل لك ان كل البشر مجتمعون هنا فلا يوجد بشر بمكان آخر سوى البشر الذين يشترون الملابس .
- وفي سوق اللحوم والمواشي يصبح اعداد البشر يساوي اعداد الحيوانات التي تصطف في ذاك المكان منتظرة الى اي الجهات ستذهب ومن سيشتريها .
- في الاسواق النسائية كأن النساء لايعرفن الفساتين او الذهب أو ادوات المكياج الا في هذه الأيام لتقبل عليها بكل شراهة .
- في المرافق الحكومية ومكاتب البريد وكأن الناس لا تعرف متى تسدد فواتيرها الا في آخر يوم للدوام قبل العيد وكأن التسديد إن حصل قبل بأيام او بعد العيد لا يدخل في حساب المشترك .!
- في اماكن الصرافة والتحويلات واستلام الرواتب تظهر الطوابير بشكل مخيف وكل الحجة بيجي عيد وكأن الناس لا تعيش سوى لتلك الايام العيدية فقط.!
- في الاسواق الكل يعرض بضاعته بثمن باهض او بثمن بخس فلكل ثمن جمهوره ومرتاديه ومن يشتريه فقط على البائع ان يأتي ببضاعة رائجة ومطلوبة في العيد حتى وان كانت البضاعة هي بيع السكاكين فهناك من يصبح هوس الذبح واللحم يستوطن عقله .!
- ذاك يبيع الشي المألوف بثمن مرتفع وحين تسألة لماذا؟ يجيبك الدنيا عيد .! يا إلهي الى متى سيتحمل العيد كل هذه الاتهامات التي نوجهها له باطلا ونحن من يصنع كل تلك الخيبات .!
- مع كثر الازدحام لا تشعر بالقدر الكبير من المخلفات التي تتركها الاسواق في اثناء البيع والشراء والازدحام لكنك تشعر جليا بكل تلك الفوضى مع اول يوم للعيد حين تمر في شارع 26 او التحرير بمدينة تعز او اسواق الشيخ عثمان وكريتر في عدن او اسواق صنعاء العديدة ستدرك ذاك الكم الهائل من النفايات والكراتين والاكياس البلاستيكية في منظر مقزز للوضع السائد الذي يتركه الباعة آخر يوم قبل العيد ويذهبون الى بيوتهم بالمبالغ التي حصلوا عليها ويتركون مناظر غير لائقة وراءهم، فلو ان كل شخص شعر بمسؤوليته وفي موقعه لما وصلنا الى هذا الحد من التخلف المصطنع ..!
إس إم إس ولو جبر خاطر ..! والا بوست على الفيس من بعيد .!
قديما والى قبل سنوات بسيطة كان العيد فرحة وفرصة للتواصل بين الناس الكل يذهب الى الآخر يهنيه ويبارك له ويزوره بالعيد ويتبادل الجميع التهاني لكن الآن اختلف الوضع كثيراً حتى صار البعض يهني أخاه الساكن في الشقة المجاورة عن طريق رسالة الجوال الاس ام اس .!
صار العيد هو تبادل للفرحة عن طريق الرسائل القصيرة التي هي بالأساس نوع جميل من التواصل لكن لأناس حالت بينك وبينهم المسافات وبعد الترحال وطول الحدود التي تفصلكم، لكن ان يصبح التواصل فيما بينك وبين جيرانك عن طريق رسالة بالجوال فهذا غير مقبول ويصبح قطع العادة في الزيارة عداوة .
- واخيرا باتت هناك وسائل اخرى للتواصل هي تلك الوسائل التي وفرتها شبكات التواصل الاجتماعي بين الناس فأصبح جارك الذي في الشقة المجاورة لا تزوره ولا ترسل له رسالة بالجوال وانما تضع على حائط صفحته الشخصية على الفيسبوك التهنئة، حتى ان الكسل وصل بنا الى ان تضع صورة وتشير بها الى 50 شخص خلال دقائق وكأنك سلمت عليهم، هكذا هو عصر السرعة والتكنولوجيا لكن ليس في الفرحة والسلام على اصدقائك واقربائك ..! وان كنت تريد وسيلة اسرع من ذلك في الانتشار فعليك ان ترسل تهنئة في التويتر عن طريق هاش تاج(#) لتصل تهنئتك الى كل العالم وانت خلف شاشة كمبيوترك ..!
- فمتى نعود الى اصل العيد واصل الفرحة في العيد على الاسلوب النقي وهو كما جاء في تعاليم الاسلام وهدي نبينا وحبيبنا محمد – صلىِ الله عليه وسلم – حين اشار الى ان تذهب الى المصلى من طريق وتعود من طريق آخر حتى تلتقي بكثير من الناس لتنتشر بينكم الفرحة والمحبة والتآلف الجميل ويتجلى العيد في أبهى صوره الرائعة .!
لا دوام بين العيدين ولا بعد العيد مباشرة .!
هذا الكلام ليس فتوى فلست شيخا ضليعا في امور الدين او امور القانون المدني والوظيفي وانما هو شيء حاصل ونعانيه كثيراً في مؤسساتنا ومرافقنا الحكومية خاصة، فقبل العيد بأيام لا تجد احد والحجة انه عيد والبعض روح قريته البعيدة، وبعد العيد لا تجد احد فذاك الموظف يقضي إجازته في قريته او بالأصح يخزن في قريته رغم انتهاء الاجازة وبداية الدوام وكلا على ليلاه يقضي إجازته ولا احد يسأل ..! وفيما بعد عيد الفطر يظهر التغيب والكسل كثير بحجة انه سياتي عيد قريب وكأنهم يعتقدون ان بين العيدين لا يوجد دوام ..!
- ثقافة قاصرة من المماطلة وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه أعمالنا وتجاه وطننا.. استحوذت علينا؛ والأسوأ أنها تتجدد مع كل عيد..!! ألهذه الدرجة صار الاستخفاف بالوظيفة الحكومية وبخدمة الناس.
العيد خارج البيت
تبرز أيام العيد كفرصة جميلة للقرب أكثر من العائلة والاطفال، وتصبح مناسبة جميلة للسفر والنزهة وزيارة الاقارب في مناطق اخرى هو الأمر الذي يلاحظ في بعض المدن التي اكثر من يقطنها هم من الارياف فتصبح في العيد خاوية لأن اغلب الناس تسافر لقضاء العيد بين اقاربها في القرى والارياف.
يصبح الاقبال في العيد على الحدائق والمنتزهات العامة وايضا الاماكن الساحلية على البحر في عدن والحديدة والمكلا فرصة جميلة لقضاء امتع الايام، الا ان هناك بعض الاشياء الغير محببة وهو الهاجس الامني الذي بات الآن يشكل مشكلة ومعضلة لأغلب الناس فعلى الجهات المعنية توفير الأمن خاصة في مثل هذه الايام .
- ومن الامور المشاهدة في العيد كثرة الحوادث المرورية نتيجة للسرعة والاستعجال على الخطوط الطويلة وعدم صيانة المركبة قبل السفر وهو ما يشكل قلقاً كبيراً لكل من يستقل تلك المركبات على الخطوط الطويلة.. في العيد يكثر ايضا إقلاق الناس بالألعاب النارية وازعاج للمواطنين وعبث الكثير من الاطفال بها يؤدي الى حوادث كثيرة وكان الاجدر بالدولة ان تمنع بائعي ومستوردي تلك الالعاب وايضا على الاباء ان يكونوا على قدر المسؤولية في عدم تمكين الابناء منها..!
نصيحة
لا يتطلب منا مسحوق غسيل او مبيض ملابس لنضعه على شفاهنا لنبتسم بصدق ابتسامة ناصعة البياض وانما يلزم منا ان نعيش بصدق ونفرح بصدق ونشعر بفرحة العيد بصدق، بعيداً عن كل المغريات وبعيد عن كل الاطماع، فالعيد مناسبة رائعة جدا ليس لأكل اللحوم وليس للبس الملابس الفاخرة والتكلف فيها وانما للشعور بالفرح ومبادلة الاخرين هذا الشعور بسعادة جميلة تسود فيها روح المحبة الصادقة والاخوة، فلا تبحثوا على الشيء الزائل بمجرد أن يبلى وابحثوا على صدق في الشعور والتعامل والسعادة، فالسعادة لا تبلى ولن تبور وسيظل ثمنها مرتفع جدا،
بادلوا الناس بحب واخلصوا النيات وازيلوا كل الاحقاد والضغائن وبادر الى اخ لك بينك وبينه مشكلة ولتكن انت من يملك ثقافة الاعتذار وشجاعة الإقدام على الاعتراف بالخطأ لتصفى النفوس في ايام رائعة كهذه، العمر يمضي ويبقى في حياتنا كل شيء جميل مع اقاربنا واصدقائنا وكل شخص نعرفه ..
www.alkamalv5.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.