(1) قل لهذي الفتاة: - إن بطء خطواتها يؤشر – بلا توقفٍ – لنزيف الروح نظراتها المريبة - بلا رحمة – تكبس أنفاس الحلم.. طراوة ضحكاتها تهرب قبلات ميتةً تدفنها من القلب (2) قل لهذه الفتاة أيضاً: - إن دورانها اليومي حول نافورة الحزن والحلم قد شوهته الضحكات المتقهقرة لشراشف الزميلات لوثه الأصدقاء بعهر أصابعهم وأنا من أرصفة الغفلة أرسل نبضات القلب - بلا جدوى ولا أدري أنني في جنوني الأخير من العقل (3) قال لها: - لو باعت ملابسها للشمس .. بالت على أقراطها النادرة وألقت في يمّ الدروس المملة أقلام الذاكرة، ودفاتر السمع، لكان أجدى لها من بعثرة الأيام والحلم في انتظار قارب لن يأتي! (4) قل لها أيضاً: - إن الضوء قد سئم النهارات شرب – من حقبٍ بعيدةٍ – عطش القوافل مثلي صدّق ماء الصحارى، وعشب الكلام! (5) قل لها للمرة العمر: - إن الحب لا ينام في فراش واحد مع الفلسفة.. وإن الشفاه اذا أخرجت من رحم الدفء خاف بكارتها الضباب.. وإن العيون أميّةٌ إن لم تترجم ما وراء الظل! (6) قل لها: - يا فتاة ما وراءك ضوءٌ ما ضوؤك ظلٌ ألا ترين الفراشات تدفن الموت بالدوران حول ضوء شفاه وقبلات المصابيح! (7) قل لها: والجراءة قد تربك الأسئلة - لو يجرؤ القلب مرة أن يخلع نعال أحلامك لسار مع الوهم إلى المقبرة! (8) قل لها: - والماء للضوء يضحك -- يا فتاة لم يبق من حلمك الآن غير ظل الدموع، وظل القبل. فهل تقبل بهذي القصيدة طلاقاً؟ ! أم تراوغ؟ ! (9) الآن: أيقنت أن ما وراء البحر! ماء القصيدة.. ما وراء الحب ! ضوء الطفولة. وما وراء العشب: زهور العدم..