عبرت الصحف اللبنانية عن حزنها لرحيل الشاعر والصحفي المعروف، جورج جرداق، الذي اشتهر لدى الجمهور العربي بأنه مؤلف قصيدة "هذه ليلتي" التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم. وقالت صحيفة النهار في مقال تحت عنوان "رحيل جورج جرداق عاشق الإمام": "توفي الكاتب جورج جرداق عن عمر يناهز 83 عاماً، وهو الذي اشتُهِر بكتابات عن الإمام علي بن أبي طالب". وأوضحت الصحيفة أن جورج كان في صغره يهرب من المدرسة، بحثا عن عين ماء من عيون السهل الشرقي تلك التي سمي المرج باسمها "مرج عيون"، فينتقي صخرة تحت شجرة تظلله، ليحفظ شعر المتنبي، وفقه اللغة العربية في مجمع البحرين للشيخ ناصيف اليازجي. وعندما اشتكت المدرسة من فراره الدائم، حاول ذووه معاقبته، فتدخل شقيقه فؤاد معللا: "إن ما يفعله جورج يفيده أكثر من المدرسة". وتشجيعا له أهداه "نهج البلاغة" للإمام علي بن أبي طالب، قائلا: "إقرأه واحفظه". أما صحيفة الأخبار فكتبت تحت عنوان "الفتى المشاغب يهرب مجددا": "خيراً، أغمض جورج جرداق.. عينه إلى الأبد. لم يكن لشيء أن يقضّ مضاجع أهل الشهرة كما فعلت تلك العين الثاقبة. عين خارقة للمألوف أمكنها أن تلتقط أدق التفاصيل وتكشف كل مكامن التورية والغموض، حتى بدا أن من الصعوبة المحاذية للمستحيل أن تنطلي خدعة ما على صاحب القلم الساخر، الساحر، مهما برع المتحاذقون. رحيل الناس قدر، لكن غياب أمثال جورج جرداق يؤشّر إلى اندثار مرحلة". ونعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية الأديب جرداق، وقالت في بيان:"خسرت الصحافة اللبنانية والعربية، وعالم الأدب والشعر، جورج جرداق بعد 83 عاما تميزت بالإبداع الفكري والثقافي والموهبة المتوقدة التي أغنت لغة الضاد بروائع من نتاج قلمه الخلاق، سواء في الشعر أو النثر أو النقد". ومن أبرز كتب الأديب الراحل "قصور وأكواخ" و"صلاح الدين وريكاردوس قلب الأسد" و"نجوم الظهر"، و"عبقرية العربية" و"صبايا ومرايا". وأشهر قصائده على الإطلاق "هذه ليلتي" التي غنتها أم كلثوم ولحنها لها محمد عبد الوهاب، وله قصائد عدة منها "هي والعود" و"أنت حبيبي".